ضبطت دوريات الإدارة العامة للمجاهدين في المنطقة الشرقية مواطنًا خالف نظام البيئة بعد أن عُثر بحوزته على كميات من الحطب المحلي، كان يخطط لعرضها للبيع بشكل غير نظامي في إحدى المواقع التي اعتاد الترويج من خلالها.
وجاءت هذه العملية في إطار الحملات المستمرة التي تنفذها وزارة الداخلية بقطاعاتها المختلفة، والتي تهدف إلى متابعة نشاطات تسويق ونقل وبيع الفحم والحطب المحلي، وضمان عدم استغلال الموارد الطبيعية بطرق غير مشروعة تضر بالغطاء النباتي.
ووفقًا للتقارير الأمنية، رصدت فرق المراقبة تحركات المركبة التي يستقلها المواطن المخالف، حيث جرى تعقّبها على مسافة طويلة بين طرق رئيسية وفرعية تربط المنطقة الشرقية بمواقع أخرى تشهد انتشارًا لهذه الممارسات.
وبعد تتبع دقيق، تم إيقاف المركبة وإجراء التفتيش الميداني الذي أسفر عن العثور على كميات متنوعة من الحطب المحلي، كانت مجهّزة للنقل والتوزيع بغرض البيع دون الحصول على التصاريح اللازمة من الجهات المختصة.
وسلّمت الإدارة العامة للمجاهدين المضبوطات كاملة إلى جهة الاختصاص لاتخاذ الإجراءات النظامية بحق المخالف، وسط تأكيدات بأن العقوبات ستطال كل من يثبت تورطه في أنشطة تضر البيئة أو تهدد التوازن الطبيعي.
وأكدت وزارة الداخلية في بيان رسمي أن مراقبة هذه الأنشطة لا تقتصر على الطرق والمنافذ التقليدية، بل تشمل متابعة دقيقة لكل ما يُنشر عبر الوسائل الإعلامية والمنصات الإلكترونية، لرصد الإعلانات غير النظامية والإبلاغ عنها فورًا.
وأوضحت الجهات الأمنية أن بعض المخالفين يحاولون استغلال التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي للترويج للحطب المحلي، رغم وضوح الأنظمة التي تمنع جمعه أو تسويقه إلا بتراخيص وشروط محددة.
وأشارت الوزارة إلى أن التعامل مع بائعي الحطب غير النظاميين يعرّض المشتري أيضًا للمساءلة، في خطوة تهدف إلى الحد من الطلب على هذه المنتجات التي تشكل استنزافًا مباشرًا للموارد البيئية.
وشددت الإدارة العامة للمجاهدين على أهمية وعي المجتمع بخطورة التعدي على البيئة والغطاء النباتي، معتبرة أن التعاون بين الجهات الأمنية والمواطنين يشكل خط الدفاع الأول لحماية الموارد الطبيعية.
وفي سياق متصل، وجّهت الوزارة تحذيرات متجددة تحث الأفراد على الامتناع عن شراء الحطب المحلي من مصادر مجهولة أو معلنين غير مرخصين، مؤكدة أن هذه التجارة العشوائية تسهم في تدهور البيئة والإضرار بالتنوع الحيوي.
كما دعت الإدارة العامة للمجاهدين كل من يرصد أي ممارسات مخالفة أو أنشطة جمع وبيع غير نظامية للحطب والفحم المحلي، إلى سرعة الإبلاغ عبر الرقم الموحد (911) المخصص لمناطق الرياض والشرقية ومكة المكرمة والمدينة المنورة.
أما في بقية مناطق المملكة، فيمكن الإبلاغ من خلال الرقمين (999) و(996)، وذلك ضمن خطة شاملة لضمان سرعة تلقي البلاغات والتعامل معها ميدانيًا دون تأخير.
ويأتي تكثيف هذه الحملات تزامنًا مع موسم يزيد فيه الطلب على الحطب المحلي، ما يدفع بعض الأفراد إلى المخاطرة بمخالفة الأنظمة من أجل تحقيق أرباح آنية على حساب البيئة واستدامة الموارد الطبيعية.
وأكدت وزارة الداخلية في ختام بيانها أن جهود الفرق الميدانية ستتواصل في جميع المناطق لرصد وضبط أي محاولات تهدف إلى الإضرار بالغطاء النباتي أو تهديد التوازن البيئي، مشددة على تطبيق العقوبات الرادعة بحق كل مخالف دون استثناء.