تغييرات مفاجئة على مسارات الحافلات في الرياض.
بدءًا من هذا الموعد .. تغييرات مفاجئة على مسارات الحافلات في الرياض
كتب بواسطة: ليلى فهد |

أعلنت هيئة النقل العام في مدينة الرياض عن إدخال مجموعة من التحديثات على شبكة مسارات حافلات الرياض، وذلك ضمن خطط تطوير خدمات النقل داخل الأحياء السكنية، حيث شملت التعديلات الجديدة تحديدًا حي لبن، الذي يشهد نموًا سكانيًا متسارعًا وزيادة ملحوظة في الطلب على خدمات النقل العام.

وأوضحت الهيئة أن هذه التحديثات ستدخل حيز التنفيذ رسميًا بدءًا من يوم السبت الموافق 6 يوليو، وتهدف إلى تحسين مستوى الربط بين حي لبن والمناطق الحيوية في المدينة، وتسهيل تنقل السكان بين الأحياء المختلفة والمراكز الخدمية والتعليمية والتجارية عبر منظومة نقل فعالة ومترابطة.

وشملت التعديلات إيقاف خدمة المسار رقم 984 عن تغطية حي لبن، ليقتصر نطاق تغطيته فقط على حي ظهرة لبن، مما يعكس توجه الهيئة لإعادة توزيع الموارد بما يتناسب مع الكثافة السكانية ومتطلبات الاستخدام الفعلي لكل حي من الأحياء التي تشملها شبكة الحافلات.

وفي المقابل، تقرر تمديد نطاق المسار رقم 916، مع تغيير رقمه إلى 182، ليشمل حي لبن ويخدمه بدلًا من المسار 984، حيث تم تصميم المسار الجديد ليضمن تغطية أفضل لاحتياجات سكان الحي، وربطهم بشكل مباشر بمراكز الجذب الحيوية في العاصمة.

ويمتاز المسار 182 الجديد بقدرته على نقل الركاب من حي لبن إلى محطة المتحف الوطني، أحد أبرز مراكز النقل في مدينة الرياض، وهو ما يوفر للركاب نقطة مركزية للانتقال إلى وجهات متعددة عبر شبكة الحافلات الأخرى، مما يختصر الوقت ويقلل من الحاجة إلى استخدام وسائل نقل إضافية.

وأشارت الهيئة إلى أن محطة الرابية 401 ستكون نقطة تبديل رئيسية بين عدة مسارات، تشمل المسار 730، والمسار 984، بالإضافة إلى المسار 182، مما يمنح المستخدمين خيارات متعددة للتنقل والتبديل بين المسارات بطريقة أكثر سلاسة وتنظيمًا.

ويأتي هذا التحديث في إطار سعي الهيئة إلى تطوير شبكة النقل العام وتحديثها بشكل دوري، وذلك بناءً على دراسات ميدانية وتحليل لبيانات الاستخدام وملاحظات الركاب، حيث يتم تعديل المسارات وفقًا للاحتياجات الفعلية للسكان وتغير الكثافة السكانية في الأحياء المختلفة.

وتعد منطقة حي لبن من أكثر الأحياء السكنية نموًا في العاصمة، إذ شهدت خلال السنوات الأخيرة طفرة عمرانية واسعة، مما انعكس على ارتفاع عدد السكان وزيادة الطلب على وسائل النقل العام، وخاصة الحافلات التي تعد خيارًا رئيسيًا للتنقل بين الأحياء والمرافق العامة.

وأكدت الهيئة أن هذه التعديلات ستسهم في تقليل وقت الانتظار عند التبديل بين المسارات، كما ستزيد من كفاءة الربط بين الخطوط المختلفة، مما يعزز من موثوقية شبكة الحافلات ويدعم أهداف الاستدامة البيئية من خلال تقليل الاعتماد على المركبات الخاصة.

وكانت الهيئة قد أطلقت في وقت سابق مبادرات لتوسيع تغطية شبكة الحافلات لتشمل عددًا أكبر من الأحياء، وخاصة تلك الواقعة في الأطراف الغربية والجنوبية من المدينة، ومن ضمنها حي لبن، بهدف تحقيق العدالة في توزيع الخدمات ورفع مستوى رضا المستخدمين.

وفي هذا السياق، دعت هيئة النقل جميع مستخدمي الحافلات إلى مراجعة التحديثات الجديدة عبر قنواتها الرسمية، والاطلاع على تفاصيل المسارات المحدثة لضمان التنقل السلس والاستفادة القصوى من الخدمات المقدمة ضمن الشبكة.

كما شددت الهيئة على أن التعديلات لا تعني تقليص الخدمات، بل تهدف إلى تحسينها وتوجيهها نحو الاستخدام الأمثل، وذلك عبر التركيز على الربط المباشر وتقليل المسافات غير الضرورية التي لا تخدم عددًا كافيًا من المستخدمين.

وتمثل محطة المتحف الوطني، التي أصبحت وجهة مباشرة للمسار الجديد 182، أحد المحاور الرئيسية لشبكة الحافلات، حيث ترتبط بالعديد من الخطوط الحيوية وتوفر وصولًا سهلًا إلى مناطق وسط الرياض، بما فيها المؤسسات الحكومية والمرافق التعليمية والترفيهية.

وتؤكد الهيئة أن خطة التوسع في شبكة الحافلات تأخذ في الحسبان التغيرات الديموغرافية ومعدلات النمو العمراني، فضلًا عن تطلعات المواطنين والمقيمين إلى خدمات نقل أكثر سرعة وكفاءة، وهو ما يتم تطبيقه تدريجيًا ضمن رؤية شاملة لتحسين النقل العام في العاصمة.

وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز مفهوم النقل الجماعي كبديل عملي ومستدام للسيارات الخاصة، وتقليل الازدحام المروري وتحسين جودة الحياة في المدينة، في ظل التوجه العام نحو توفير بنية تحتية متقدمة تدعم تحول الرياض إلى واحدة من المدن العالمية الذكية.

وتنضم التعديلات الحالية إلى سلسلة من التحديثات السابقة التي شهدتها شبكة حافلات الرياض، والتي أسهمت في تقليص زمن الرحلات داخل المدينة، وتحقيق تكامل أكبر بين خدمات النقل المختلفة، بما في ذلك الحافلات والمترو وخدمات النقل التشاركي.

وفي ضوء هذه التعديلات، يُنتظر أن تشهد حركة الركاب في حي لبن تحسنًا ملحوظًا خلال الأسابيع المقبلة، مع توفير خيارات أفضل للوصول إلى المراكز الحيوية، مما يعزز من جدوى استخدام الحافلات كخيار مفضل لكثير من سكان الحي.

وختامًا، تبقى مرونة التعديلات في شبكة الحافلات من العوامل المهمة في نجاح مشاريع النقل العام، حيث تُمكن الجهات المسؤولة من التفاعل السريع مع الاحتياجات المتغيرة للسكان، وتقديم حلول تتماشى مع تطور المدينة وتطلعاتها المستقبلية.