ضيوف الرحمن
الحجاج المغاربة يغادرون عبر "طريق مكة" وسط تسهيلات غير مسبوقة
كتب بواسطة: حكيم خالد |

في خطوة تعكس التزام المملكة المستمر بتحسين تجربة ضيوف الرحمن، غادرت اليوم أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة" من المملكة المغربية، وذلك عبر صالة المبادرة في مطار محمد الخامس الدولي بمدينة الدار البيضاء، متوجهة إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينة المنورة، إيذانًا بانطلاق موسم جديد من العمل التكاملي والمنظومة الخدمية الشاملة التي تقدمها المملكة للحجاج القادمين من الخارج.

وتأتي هذه الرحلة ضمن سلسلة من الرحلات المخطط لها في إطار مبادرة "طريق مكة"، التي تُنفذها وزارة الداخلية السعودية للسنة السابعة على التوالي، بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة، بهدف تسهيل إجراءات الحج على ضيوف الرحمن من الدول المستفيدة، وتمكينهم من أداء مناسكهم بيسر وطمأنينة، عبر تقديم خدمات متكاملة منذ لحظة مغادرتهم بلادهم وحتى وصولهم إلى مكة المكرمة أو المدينة المنورة.

ويحظى الحجاج ضمن هذه المبادرة بخدمة متقدمة تبدأ في مطارات دولهم، حيث يتم أخذ الخصائص الحيوية، وإصدار تأشيرات الحج إلكترونيًا، قبل الوصول إلى صالة المبادرة المخصصة لهم في مطار المغادرة.

وهناك، يتم إنهاء إجراءات الجوازات السعودية في وقت قياسي، بعد التأكد من استيفاء كافة الاشتراطات الصحية والوثائق الرسمية، ومن ثم يتم ترميز وفرز الأمتعة حسب ترتيبات النقل والسكن في المملكة، ما يضمن وصولها بشكل مباشر إلى مقار إقامة الحجاج دون الحاجة للانتظار أو التنقل مع الأمتعة.

وبمجرد وصول الحجاج إلى أراضي المملكة، يتم استقبالهم من قِبل فرق متخصصة، حيث ينتقلون مباشرة من الطائرة إلى الحافلات المعدة مسبقًا، والتي تقلهم إلى أماكن إقامتهم في مكة المكرمة أو المدينة المنورة، عبر مسارات مخصصة وسلسلة من الإجراءات الميسرة التي توفر الوقت والجهد.

وتتولى الجهات الشريكة في المبادرة إيصال الأمتعة إلى مقر السكن، في صورة تجسد المستوى العالي من التنسيق والتكامل بين القطاعات المعنية.

ويُعد مشروع "طريق مكة" واحدًا من المبادرات الرائدة ضمن برنامج "خدمة ضيوف الرحمن"، أحد برامج رؤية المملكة 2030، والذي يهدف إلى تيسير رحلة الحج والعمرة من خلال تحسين الخدمات المقدمة، ورفع كفاءة التشغيل، وتقديم حلول رقمية متقدمة تليق بمكانة المملكة كمركز عالمي لخدمة المسلمين.

وتنفذ وزارة الداخلية هذه المبادرة بالتعاون مع وزارات الخارجية، والصحة، والحج والعمرة، والإعلام، إضافة إلى الهيئة العامة للطيران المدني، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، والهيئة العامة للأوقاف، والمديرية العامة للجوازات، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، حيث يعمل الجميع تحت مظلة واحدة لخدمة الحجاج وفق أعلى المعايير.

وقد أثمرت هذه الجهود عن تحقيق معدلات رضا مرتفعة بين الحجاج المستفيدين في الأعوام السابقة، ما شجع على توسيع نطاق المبادرة لتشمل دولًا جديدة سنويًا، حيث سبق أن نُفذت المبادرة في عدد من الدول من بينها باكستان، إندونيسيا، ماليزيا، بنغلاديش، وتونس، وتُعد المغرب إحدى الدول التي شهدت انضمامها مؤخرًا، في إطار التوسع التدريجي للمبادرة.

ويؤكد هذا التوجه حرص المملكة على تسخير التقنية والخدمات المتكاملة لتقديم تجربة إنسانية وروحية فريدة، تُعبر عن قيم الكرم والضيافة السعودية، وتُترجم عمليًا جهود الدولة في جعل رحلة الحج أكثر يسرًا وتنظيمًا، بدءًا من نقطة الانطلاق في بلد الحاج وحتى وصوله وتنقله داخل المملكة.

ويُذكر أن وزارة الداخلية، بالتعاون مع شركائها في المبادرة، تتابع عن كثب مراحل التنفيذ ميدانيًا، عبر فرق عمل متخصصة تعمل على مدار الساعة لضمان سلاسة الإجراءات، والاستجابة لأي طارئ، مما يعزز من كفاءة العمليات ويعكس صورة حضارية ومشرّفة للمملكة في إدارة الحج، والتي باتت نموذجًا عالميًا يُحتذى به.

ويُنتظر خلال الأيام المقبلة أن تتوالى الرحلات القادمة من دول عدة ضمن إطار المبادرة، حيث يتهيأ مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي لاستقبال آلاف الحجاج وسط تجهيزات لوجستية وفنية متكاملة، في وقت تتضافر فيه جهود جميع القطاعات لضمان راحة ضيوف الرحمن وتحقيق تطلعاتهم في أداء مناسكهم بطمأنينة وأمان.