حج 1446
الخرج تستقبل أول حجاج البر من الخليج وسط تنظيم احترافي وخدمات متميزة
كتب بواسطة: محمد سميح |

في خطوة تعكس جاهزية المملكة العربية السعودية لاستقبال ضيوف الرحمن لموسم الحج الحالي، استقبل مركز خدمة ضيوف الرحمن بمحافظة الخرج أولى طلائع الحجاج القادمين براً من دول مجلس التعاون الخليجي، عبر المنافذ البرية، وسط ترحيب حار وإجراءات خدمية متكاملة تسهم في تيسير دخولهم وتنقلهم بأمان وسلاسة.

وشهد المركز منذ الساعات الأولى لوصول الحجاج تفاعلاً منظماً بين مختلف الجهات العاملة ضمن المنظومة الموحدة لخدمة الحجيج، حيث تم تفعيل خطة تشغيلية مدروسة تهدف إلى تسريع عمليات الاستقبال، وتقديم التسهيلات اللازمة للحجاج، بما في ذلك الخدمات الإرشادية، والدعم الصحي، والضيافة، وخدمات النقل، وذلك في إطار الجهود الوطنية التي تُبذل سنوياً لضمان توفير أفضل بيئة ممكنة لأداء مناسك الحج بكل راحة وطمأنينة.

وقد عبّر عدد من الحجاج الخليجيين عن سعادتهم البالغة بحفاوة الاستقبال التي وجدوها لدى وصولهم إلى المملكة، مشيدين بمستوى التنظيم والإجراءات السريعة التي سهلت عبورهم عبر المنفذ، مؤكدين أن ما شاهدوه من اهتمام ورعاية يعكس مدى حرص المملكة قيادةً وشعباً على خدمة الحجاج وتيسير رحلتهم الإيمانية منذ لحظة دخولهم وحتى انتهاء مناسكهم.

كما أشاروا إلى أن شعورهم بالأمن والطمأنينة في كل خطوة منذ دخولهم الأراضي السعودية يعزز من إيمانهم بأهمية الجهود المبذولة في سبيل خدمة ضيوف الرحمن، وتحقيق أعلى معايير الراحة والسلامة.

وتعمل كافة القطاعات الحكومية والأمنية والخدمية ذات الصلة بالحج ضمن منظومة موحدة تضمن تكامل الأدوار وفعالية التنسيق، بدءاً من وزارة الحج والعمرة، ومروراً بالجهات الصحية، وفرق الأمن والسلامة، ووصولاً إلى الفرق التطوعية التي تم تدريبها مسبقاً على التعامل مع مختلف احتياجات الحجاج، وقد تم تسخير كل الإمكانات البشرية والتقنية لتعزيز كفاءة الأداء وتوفير أعلى درجات العناية للحجاج القادمين من مختلف المنافذ.

وفي هذا السياق، أوضحت مصادر مسؤولة أن مركز خدمة ضيوف الرحمن بالخرج يمثل أحد النماذج المتطورة في استقبال حجاج البر، حيث تم تجهيزه بأحدث التقنيات والخدمات الذكية التي تسهم في تقليص مدة الإجراءات وتحسين جودة الخدمة، ضمن رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى الارتقاء بتجربة الحاج من لحظة وصوله وحتى مغادرته.

ومن أبرز الابتكارات التي تم تطبيقها في المركز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ونظام التتبع الرقمي لتسهيل تدفق الحجاج وإدارة الحشود، إلى جانب توفير لوحات إرشادية متعددة اللغات، وتفعيل تطبيقات الهواتف الذكية التي تقدم معلومات آنية عن الرحلة والمناسك والخدمات المتاحة.

كما تم تعزيز البنية التحتية للمركز لتمكينه من استيعاب أعداد كبيرة من الحجاج في وقت واحد، دون التأثير على جودة الخدمة، وذلك ضمن استعدادات تمت دراستها مسبقاً بناءً على مؤشرات الأعوام السابقة وخطط التحسين المستمرة.

على الجانب الصحي، حرصت الفرق الطبية المنتشرة في موقع الاستقبال على توفير الرعاية الفورية للحالات التي قد تحتاج إلى تدخل، بالإضافة إلى إجراء فحوصات احترازية عامة لضمان سلامة الجميع، وتم توفير نقاط طبية متنقلة وفرق دعم ميدانية مجهزة للتعامل مع أي طارئ صحي.

كما جرى توزيع عبوات المياه ومستلزمات النظافة الشخصية والكمامات، وذلك في إطار جهود المملكة المستمرة للحفاظ على صحة الحجيج وسلامتهم خلال أدائهم للمناسك.

ويؤكد استقبال أولى دفعات الحجاج القادمين براً عبر مركز الخرج جاهزية المملكة التامة لموسم الحج، ويعكس حرص القيادة الرشيدة على تقديم أرقى مستويات الرعاية والاهتمام لضيوف الرحمن، تحقيقاً للرسالة السامية التي حملتها المملكة على عاتقها منذ عقود.

ويُتوقع أن تتوالى خلال الأيام المقبلة دفعات الحجاج من مختلف دول الخليج العربي، في حين تواصل الجهات المختصة استعداداتها لاستقبال المزيد من الحجاج من أنحاء العالم عبر المنافذ الجوية والبحرية، بما يواكب الرؤية الوطنية نحو تطوير منظومة الحج وتحقيق التميز في الأداء.