لذوي الإعاقة
وزارة الحج توضح خدماتها المخصصة للحجاج من ذوي الإعاقة
كتب بواسطة: حكيم خالد |

أكدت وزارة الحج والعمرة، اليوم السبت، على التزامها الراسخ بتوفير منظومة متكاملة من الخدمات المخصصة لذوي الإعاقة من ضيوف الرحمن، وذلك ضمن إطار رؤيتها الشاملة لخدمة جميع الحجاج دون استثناء، وضمان أداء المناسك في بيئة آمنة وميسّرة، تعكس الجهود النوعية التي تبذلها المملكة في رعاية الحجاج.

وقالت الوزارة، عبر منشور رسمي على حسابها بمنصة "إكس" (تويتر سابقاً)، إن الحجاج من ذوي الإعاقة يحظون بـ"رعاية شاملة وخدمات متكاملة وموائمة لاحتياجاتهم الخاصة، بما يمكنهم من أداء الشعائر بكل يسر وطمأنينة"، مضيفةً أن هذه الخدمات صُممت بعناية لتشمل كافة مراحل الرحلة الإيمانية، بدءًا من استقبالهم وحتى إتمامهم لمناسك الحج.

أشارت وزارة الحج والعمرة إلى أن من أبرز الخدمات المقدمة تخصيص مساحات مخصصة للطواف والسعي، تُمكن ذوي الإعاقة الحركية من أداء المناسك بسلاسة ودون تزاحم، وذلك في نطاقات مناسبة ومجهزة تقنيًا وإنشائيًا لضمان سلامتهم وراحتهم.

كما تشمل الخدمات توفير عربات مخصصة، سواء كانت كهربائية أو يدوية، بما يلبي تنوع الاحتياجات البدنية للحجاج، ويمتد الدعم ليشمل توفير المرشدين والمرافقين المدربين، والذين يرافقون ذوي الإعاقة أثناء تنقلاتهم داخل الحرم وفي المشاعر المقدسة، لضمان سلامة الأداء وسهولة التنقل.

وفي هذا الإطار، بيّنت الوزارة أن هذه الإجراءات تنسجم مع أعلى معايير الجودة في الرعاية والتنظيم، حيث تم تدريب الكوادر العاملة ميدانيًا للتعامل مع الحجاج من ذوي الإعاقة وفق أسس مهنية وإنسانية، ما يعزز من جودة التجربة الروحية والتنظيمية على حد سواء.

ولم تغفل وزارة الحج والعمرة عن الجانب الإرشادي والتوعوي، حيث أكدت أن من ضمن الخدمات المقدمة، توفير مصاحف مترجمة بلغة برايل، إلى جانب نسخ مطبوعة من الكتيبات الإرشادية، والخطب، والمحاضرات الدينية بذات اللغة، مما يتيح للحجاج المكفوفين المشاركة الكاملة في المناخ التعبدي والتوجيهي الذي يميز موسم الحج.

وتُعد هذه الخطوة امتدادًا للجهود المبذولة في تعزيز إتاحة المعلومات الدينية والتوعوية لكافة شرائح الحجاج، حيث تهدف إلى تمكين ذوي الإعاقة البصرية من التفاعل مع البيئة الروحية للحج دون عوائق، وبما يعزز من اندماجهم الكامل في رحلة الحج.

تأتي هذه المبادرات ضمن توجهات الحكومة السعودية، وتحديدًا رؤية المملكة 2030، التي تضع في مقدمة أولوياتها تعزيز كفاءة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وضمان استفادة كافة الفئات الاجتماعية، بما في ذلك ذوي الإعاقة، من مشاريع التوسعة والتحسين والتطوير المستمرة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.

ويعكس اهتمام وزارة الحج والعمرة بهذه الشريحة، مدى وعي الجهات المعنية بالحاجة إلى أن تكون الخدمات شاملة وغير تمييزية، ما يضمن مبدأ تكافؤ الفرص في أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وتعزيز الكرامة الإنسانية لكل حاج وحاجة.

من جهته، أعرب عدد من الحجاج من ذوي الإعاقة في تصريحات سابقة عن تقديرهم وامتنانهم لمستوى التنظيم والرعاية المقدمة لهم، مشيدين بمدى الاهتمام بأدق التفاصيل، سواء من ناحية التجهيزات اللوجستية أو المساندة البشرية، ما ساعدهم على أداء مناسك الحج دون مشقة تذكر.

وقد لاقت هذه الخدمات إشادة واسعة في الأوساط الإعلامية والدولية، باعتبارها نموذجًا يُحتذى في مجال العدالة الاجتماعية في الخدمات الدينية، وإثباتًا على قدرة المملكة في تنظيم مواسم الحج بما يلبي الاحتياجات الفردية والجماعية على حد سواء.