أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزم حكومته على المضي قدمًا في خطة السيطرة الكاملة على قطاع غزة، مشددًا على أن العمليات العسكرية التي تنفذها قوات الجيش في جنوب القطاع تحقق "نتائج ناجحة"، وذلك في ظل تعثر المساعي الدبلوماسية الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار، وعلى رأسها مفاوضات الدوحة، التي وصفها مسؤول إسرائيلي بأنها "استنفدت نفسها"، بحسب ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية.

وفي مقطع مصور نشره على منصة "تليغرام"، قال نتنياهو إن القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات دقيقة وناجحة في مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما يعزز من فرضية انتقال المعركة إلى مرحلة جديدة تهدف لإنهاء وجود حركة حماس في المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها. وأشار إلى أن هذه التحركات تأتي ضمن استراتيجية شاملة ترمي إلى القضاء على "التهديد المستمر" على حد وصفه، وضمان عدم تكرار هجمات مثل تلك التي وقعت في السابع من أكتوبر الماضي.

وبالتزامن مع هذه التصريحات، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن العملية الخاصة التي نُفذت صباح الإثنين في خان يونس، استهدفت إخراج عدد من الرهائن واختطاف قيادي بارز في كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس. ورغم عدم صدور بيان رسمي من الجيش الإسرائيلي يؤكد تفاصيل العملية، إلا أن التصريحات الرسمية تلمح إلى أن العمليات الخاصة أصبحت أداة مركزية في المعركة الحالية.

من جهتها، أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الفلسطينية، عن مقتل أحد قياداتها البارزين، أحمد كامل سرحان، المسؤول عن ملف العمليات الخاصة، وذلك خلال اشتباك مسلح مع قوة إسرائيلية خاصة توغلت في إحدى مناطق خان يونس. وأكدت الألوية أن المقاومة تواصل التصدي للتوغلات الإسرائيلية في القطاع، مشيرة إلى أن المواجهات لا تزال مستمرة في أكثر من محور.

وتأتي هذه التطورات في ظل حالة من الجمود السياسي على صعيد المفاوضات، حيث أشار مصدر إسرائيلي رفيع إلى أن حماس لن تحصل على أي ضمانات لإنهاء الحرب، ما ينذر بتصعيد ميداني طويل الأمد، خصوصًا مع تصاعد وتيرة العمليات الخاصة التي تهدف، حسب الرواية الإسرائيلية، إلى "تفكيك البنية التحتية للمقاومة" و"استعادة الردع المفقود" منذ اندلاع النزاع.