الاتحاد الآسيوي ينفي إقامة كأس السوبر بين الأهلي والشارقة
الاتحاد الآسيوي ينفي إقامة كأس السوبر بين الأهلي والشارقة
كتب بواسطة: مختار العسلي |

في تطور حاسم يضع حدًا للشائعات المتداولة في الأوساط الرياضية خلال الأيام الماضية، نفى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم رسميًا وجود أي نية لتنظيم مباراة تجمع بين النادي الأهلي السعودي ونادي الشارقة الإماراتي تحت مسمى "كأس السوبر الآسيوي"، هذا النفي جاء ليؤكد غياب أي خطة حالية لإحياء هذه البطولة التي توقفت منذ أكثر من عقدين، في خطوة تسعى من خلالها المؤسسة القارية لتثبيت معايير الشفافية ونفي المعلومات المغلوطة التي تتسرب من دون مصادر رسمية واضحة.

وقد تصاعدت الأنباء مؤخرًا حول تنظيم محتمل لمباراة سوبر تجمع بين بطل دوري أبطال آسيا للنخبة، الأهلي، وبطل دوري أبطال آسيا 2، الشارقة، بعد أن ربطت بعض الجهات الإعلامية تصريحات سابقة لمسؤولي الاتحاد الآسيوي بفكرة إحياء البطولة، ورغم أن رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة كان قد أشار إلى رغبة الاتحاد في تطوير مسابقاته، إلا أن التصريحات لم تتضمن على الإطلاق أي حديث عن مباراة قريبة بين الفريقين المذكورين.

وفي حديثه مع صحيفة "الرياضية" السعودية، أبدى الأمين العام للاتحاد الآسيوي، داتو ويندسور جون، استغرابه من انتشار هذا النوع من الأخبار دون الرجوع إلى المصادر الرسمية، وأوضح أن الاتحاد لم يناقش مطلقًا إقامة مباراة تجمع بين الأهلي والشارقة في سياق كأس السوبر، وأن أي معلومات تتداول خارج القنوات الرسمية لا يمكن الاعتداد بها، وأشار أيضًا إلى أن التركيز الحالي للاتحاد منصب على إنجاح النسخ الجديدة من دوري أبطال آسيا بنظامها المجدد، سواء في بطولة النخبة أو المستوى الثاني.

وعلى الرغم من عدم وجود قرار رسمي بشأن السوبر، لا يمكن إنكار الحماسة الجماهيرية التي لاقت الفكرة فور تداولها، خاصة أنها تأتي في ظل طفرة كبيرة تعيشها الكرة الآسيوية من حيث الاهتمام الإعلامي والتسويق والرعاية، بالإضافة إلى المشاركة المتزايدة للنجوم العالميين في الدوريات الخليجية، وقد وجد البعض أن إقامة مباراة من هذا النوع ستكون بمثابة تتويج منطقي لجهود الاتحاد في إعادة هيكلة مسابقاته وتحقيق أكبر قدر من المنافسة والترويج.

لكن في المقابل، يرى محللون أن طرح فكرة السوبر الآسيوي في هذا التوقيت لم يكن في محله، خاصة وأن النسخ الجديدة من البطولات القارية لم تتبلور بالكامل بعد، ويحتاج الاتحاد إلى وقت إضافي لتقييم نجاح التجربة قبل التفكير في إضافات جديدة إلى روزنامة مزدحمة أصلًا، كما أن إقامة مباراة سوبر بين بطلين من مستويين مختلفين قد تُفهم بأنها تقلل من شأن أحد المسابقات أو تضع الفريقين في موضع مقارنة غير عادلة.

ويُذكر أن بطولة السوبر الآسيوي كانت تُقام رسميًا بين بطل دوري أبطال آسيا وبطل كأس الكؤوس الآسيوية خلال الفترة من 1995 حتى 2002، قبل أن تُلغى نهائيًا بسبب إعادة هيكلة البطولات القارية، ودمج بعضها في نظام دوري الأبطال الحديث، ومنذ ذلك الحين، لم تُطرح أي صيغة رسمية لإعادة البطولة، رغم المحاولات المتكررة من بعض الاتحادات الوطنية لإقناع الاتحاد الآسيوي بإحيائها.

الأهلي السعودي كان قد تُوّج حديثًا بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة بعد فوز مستحق على نادي كاواساكي فرونتال الياباني، بينما حصد الشارقة الإماراتي لقب دوري أبطال آسيا 2 إثر تغلبه على ليون سيتي سايلورز السنغافوري، وبدا للوهلة الأولى أن جمع البطلين في مباراة احتفالية قد يكون فرصة لإبراز نجاحات النظام الجديد، لكن الواقع التنظيمي يؤكد أن الفكرة لم تخرج عن كونها أمنية جماهيرية أو اجتهاد إعلامي غير مدعوم بأي أساس رسمي.

وفي ظل النفي القاطع من قبل المسؤولين في الاتحاد الآسيوي، يتوجب على وسائل الإعلام ومتابعي الشأن الكروي في آسيا التحقق من الأخبار وتقصي الحقائق من مصادرها الرسمية، تجنبًا لنشر مغالطات قد تسيء إلى صورة البطولات وتربك الأندية والجهات المنظمة على حد سواء، ومن المنتظر أن يواصل الاتحاد جهوده في تطوير المسابقات القارية وفق استراتيجية طويلة المدى تضع التنافسية والاستدامة في المقدمة.