في خطوة تعكس استمرار الطموحات الهلالية لتعزيز صفوفها بأسماء عالمية، سلطت تقارير إعلامية الضوء على اهتمام نادي الهلال السعودي بضم نجمي اتحاد جدة، الفرنسيين كريم بنزيما ونجولو كانتي، بعد تألقهما اللافت في بطولة كأس العالم للأندية، وتأتي هذه الأنباء في ظل محاولات الإدارة الهلالية لتقوية الفريق بعناصر تمتلك خبرة دولية وثقلًا فنيًا، خاصة في ظل المنافسة الشرسة التي تشهدها الكرة السعودية حاليًا على المستويين المحلي والقاري.
الأنظار الهلالية، وفقًا لمصادر مقربة من دوائر اتخاذ القرار في النادي الأزرق، لا تنفك تتابع عن كثب أداء الثنائي الفرنسي منذ انضمامهما إلى اتحاد جدة، فقد مثّل انتقال بنزيما وكانتي إلى دوري روشن للمحترفين صيف 2023 نقطة تحول في سوق الانتقالات السعودي، حيث أثبتت الصفقات المدوية أن البطولة المحلية لم تعد مجرد وجهة للاعتزال، بل باتت ساحة تنافسية تستقطب النخبة من النجوم العالميين في قمة عطائهم المهني.
كريم بنزيما، الحاصل على الكرة الذهبية لعام 2022، لا يزال يتمتع بجاذبية هجومية هائلة، وقد أظهر إمكاناته في عدة مواجهات مصيرية مع الاتحاد، ورغم تراجع مردوده في بعض الفترات بسبب الإصابات والضغوط الإعلامية، إلا أن قيمته الفنية لا تخفى على أي متابع للشأن الكروي.
أما كانتي، الدينامو الذي قاد فرنسا إلى المجد في مونديال 2018، فظل محافظًا على انضباطه التكتيكي ولياقته الذهنية رغم غيابه الطويل عن الملاعب قبل انضمامه إلى الفريق السعودي، ومشاركته في كأس العالم للأندية أعادت تسليط الضوء على مدى أهميته كعنصر ارتكاز لا غنى عنه.
الهلال، الذي يعيش مرحلة من الاستقرار الفني تحت قيادة مدربه البرتغالي جورجي جيسوس، يبدو مصممًا على تعزيز تشكيلته بأسماء تثري الجانب البدني والخبراتي داخل المستطيل الأخضر، فبعد ضمه لعدد من النجوم البارزين مثل نيمار وكوليبالي ومالكوم، يطمح "الزعيم" إلى تنويع ترسانته الهجومية والدفاعية بلاعبين يملكون ذهنية الفوز ومسيرة حافلة في أكبر البطولات.
المصادر تشير إلى أن اهتمام الهلال بضم بنزيما وكانتي ليس وليد اللحظة، بل تعود جذوره إلى الصيف الماضي، حينما دخلت أطراف من النادي في اتصالات غير مباشرة مع وكلاء اللاعبين قبل أن ينجح الاتحاد في حسم الصفقتين، ويرى البعض أن عودة الحديث عن ضمهما تأتي في وقت مناسب، خاصة أن العلاقة بين بنزيما وإدارة الاتحاد شهدت بعض التوترات، وهو ما قد يفتح الباب أمام تفاوض جديد، إن لم يكن في الشتاء، ففي الانتقالات الصيفية المقبلة.
وتُعد مرونة الدوري السعودي فيما يخص شروط التعاقد والإنفاق أحد العوامل التي تسهّل عمليات الانتقال بين الأندية المحلية، خاصة في ظل الدعم الكبير من الجهات الرياضية الرسمية لتطوير مستوى البطولة، وتحويلها إلى منتج كروي عالمي يستقطب المتابعة الدولية، ومع ارتفاع سقف الطموحات الجماهيرية والإعلامية، أصبح من الضروري على الأندية الكبرى، مثل الهلال، أن تتخذ خطوات استباقية للحفاظ على تفوقها.
من جهة أخرى، لم تصدر إدارة الاتحاد أي بيان رسمي بشأن هذه التكهنات، مكتفية بالتركيز على مشوار الفريق في البطولات المختلفة، خصوصًا بعد الأداء غير المستقر في بعض مراحل الموسم، وجمهور "العميد" عبّر عن قلقه من احتمال رحيل نجوم الفريق، خاصة في حال غياب بدائل قادرة على سد الفراغ الفني الكبير الذي قد يخلّفه الثنائي الفرنسي، إذا ما قررا تغيير وجهتهما خلال الفترة المقبلة.
ورغم التنافس التاريخي بين الهلال والاتحاد، إلا أن تبادل النجوم بين الأندية السعودية الكبرى لم يعد أمرًا مستبعدًا، في ظل المتغيرات الحديثة في سوق الانتقالات المحلية، ومرونة العقود، وتأثير العوامل الشخصية والمهنية في قرارات اللاعبين الأجانب، فمسألة الانتقال لم تعد خاضعة للاعتبارات التقليدية، بل باتت جزءًا من مشهد كروي جديد ترسمه السعودية بخطى مدروسة ورؤية استراتيجية.
وفي حال نجح الهلال في ضم بنزيما أو كانتي، أو كليهما، فإن ذلك سيضيف بُعدًا جديدًا لقوة الفريق، ويزيد من الإثارة داخل الدوري، كما سيعزز من صورة المملكة كوجهة كروية لا تقل في قوتها التنافسية عن الدوريات الأوروبية الكبرى، ومع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، تبقى كل الاحتمالات مفتوحة، وسط ترقب جماهيري وإعلامي متزايد لما ستسفر عنه الأيام المقبلة.