في خطوة جديدة تعكس استراتيجيتها التمويلية المرنة وتوسيع حضورها في الأسواق العالمية، أعلنت شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو السعودية" عزمها إصدار سندات دولية مقوّمة بالدولار الأمريكي، ضمن برنامجها للسندات الدولية متوسطة الأجل.
ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن الشركة، فإن هذه السندات ستكون ذات أولوية، عامة، غير مشروطة، وغير مضمونة بأصول من أرامكو، ما يوضح ثقة الشركة في قوة مركزها المالي وقدرتها الائتمانية دون الحاجة لضمانات عينية.
وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار أرامكو في تنويع مصادر تمويلها، والاستفادة من ظروف السوق العالمية، حيث لم تحدد بعد القيمة الإجمالية للطرح، والتي ستعتمد على ظروف السوق في وقت الإصدار.
وستُستخدم العائدات الصافية من الطرح لأغراض عامة تعود بالنفع على الشركة، أو لأي غرض يُذكر لاحقًا في الشروط النهائية الخاصة بكل شريحة من السندات.
ويخضع هذا الطرح، المتوقع أن يجذب اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين الدوليين، لموافقة الجهات التنظيمية ذات العلاقة، وسيتم بموجب أحكام القاعدة 144A واللائحة S من قانون الأوراق المالية الأمريكي الصادر عام 1933، كما تم تعديله.
وبهذا، تستهدف أرامكو المستثمرين المؤهلين داخل الولايات المتحدة وخارجها، ضمن إطار قانوني ينظم إصدارات السندات الدولية لكبرى الشركات العالمية.
ومن المخطط أن يتم تقديم طلب لإدراج السندات في القائمة الرسمية لهيئة السلوك المالي البريطانية، وكذلك إدراجها للتداول في السوق المالية الرئيسية بلندن، ما يعكس التزام الشركة بالامتثال لأعلى معايير الشفافية والتداول الدولي، ويعزز من جاذبية الإصدار في أعين المستثمرين العالميين الباحثين عن أدوات دين مستقرة من مؤسسات كبرى.
وفي ما يتعلق بترتيبات الاكتتاب، فقد عينت أرامكو مجموعة من أبرز البنوك والمؤسسات المالية العالمية بصفتهم مدراء سجل الاكتتاب المشتركين النشطين، وهم: إتش إس بي سي، جولدمان ساكس إنترناشونال، جي. بي. مورغان، وسيتي.
كما ضمّت قائمة المدراء غير النشطين: إس إم بي سي، الأهلي المالية، الرياض المالية، MUFG، بنك أبوظبي الأول، بنك أبوظبي التجاري، بنك الصين، ستاندرد تشارترد، الإمارات دبي الوطني كابيتال، ميريل لينش السعودية، ميزوهو، وناتيكسيس.
ويُتوقع أن يحظى هذا الطرح باهتمام واسع من قبل المستثمرين المؤهلين في الأسواق المستهدفة، خاصة في ظل السمعة الائتمانية القوية التي تتمتع بها أرامكو، واستقرار عوائدها، وكونها من أكبر منتجي ومصدّري النفط في العالم.
كما يعكس قرار الشركة باللجوء إلى أدوات الدين الدولية في هذا التوقيت نظرتها الاستراتيجية نحو الاستفادة من أسعار الفائدة العالمية والطلب القوي على السندات السيادية وشبه السيادية ذات التصنيف الرفيع.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تستمر فيه أرامكو في تنفيذ مشاريعها الطموحة ضمن خطط التوسع والتحديث والتنوع الاقتصادي التي تتماشى مع رؤية المملكة 2030، ما يجعل من عملية الطرح وسيلة لدعم هذه الخطط من خلال تمويل مستقر وطويل الأجل.