اختبارات الطلاب
مستشار تربوي يتوجه بنصائح هامة للآباء مع دخول موسم الامتحانات "لا تفوتها"
كتب بواسطة: محمد الخوري |

أكد المستشار التربوي عماد الشريف على الدور المحوري الذي تلعبه الأسرة خلال فترة اختبارات نهاية العام الدراسي، معتبرًا أن هذه المرحلة تحتاج إلى تعاون كبير بين البيت والمدرسة من أجل مصلحة الطالب.

وأشار الشريف إلى أن الاستعداد النفسي والمعنوي للطالب لا يقل أهمية عن التحصيل العلمي، لافتًا إلى أن دعم الأسرة في هذه الفترة يكون له أثر مباشر على أداء الأبناء داخل قاعات الاختبار.

وفي مداخلته عبر قناة "الإخبارية"، شدد على أن تجهيز البيئة المناسبة في المنزل يعد من أهم مسؤوليات الأسرة، مشيرًا إلى أن هذه البيئة لا تقتصر فقط على الهدوء، بل تشمل نمط الحياة اليومي.

ومن أبرز النقاط التي أشار إليها الشريف كانت مسألة النوم المبكر، حيث أوضح أن انتظام النوم يؤثر بشكل مباشر على التركيز والانتباه، ما ينعكس على قدرة الطالب في استيعاب المعلومات واسترجاعها أثناء الاختبار.

وأضاف أن الأسر مطالبة بإعادة ترتيب الجدول الزمني داخل البيت بما يتوافق مع أوقات المذاكرة والراحة، بحيث يشعر الطالب بالتوازن، دون الوقوع في ضغط زائد قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

واعتبر الشريف أن التعاون بين الأسرة والمدرسة لا ينبغي أن يتوقف عند حدود المتابعة الأكاديمية، بل يجب أن يمتد ليشمل تهيئة المناخ العاطفي والنفسي، وتقديم رسائل إيجابية تعزز ثقة الطالب بنفسه.

ونبّه إلى أن بعض الأسر تُشعر أبناءها بالقلق دون قصد من خلال التركيز المفرط على النتائج والدرجات، في حين أن الرسالة الأهم هي طمأنتهم وتذكيرهم بأن الاجتهاد هو الغاية الأسمى.

كما لفت إلى أهمية أن يتجنب الوالدان استخدام أساليب التهديد أو المقارنة بين الأبناء أو مع زملائهم، لأن مثل هذه التصرفات تزيد من الشعور بالإحباط وتضعف الحافز الداخلي للنجاح.

وأوضح الشريف أن التحصيل الدراسي لا يتحقق فقط من خلال كثافة المذاكرة، بل من خلال جودتها، ولهذا دعا الأسر إلى تنظيم فترات المراجعة بشكل متوازن، متخللة بفترات راحة قصيرة لتحسين التركيز.

ومن بين النصائح التي قدمها أيضًا، ضرورة أن تبدأ الأسرة يوم الاختبار بإعداد وجبة إفطار متوازنة، لما لها من دور كبير في تنشيط الذاكرة وتعزيز الطاقة الذهنية لدى الطلاب.

وأشار إلى أن تخطي مشاعر التوتر والرهبة يبدأ من داخل المنزل، حيث يلعب الاستقرار الأسري والجو العام في البيت دورًا بارزًا في تشكيل نفسية الطالب قبل الدخول إلى قاعة الامتحان.

كما شدد على ضرورة تجنب النقاشات الجانبية والمشاكل الأسرية خلال هذه الفترة، لأنها تشتت ذهن الطالب وتفقده القدرة على التركيز، مطالبًا الآباء بإعطاء أولوية قصوى للراحة النفسية لأبنائهم.

وأكد أن بناء عادة المذاكرة أولًا بأول منذ بداية العام الدراسي يجعل فترة الاختبارات أكثر سلاسة، ولكن حتى لو لم يحدث ذلك، فإن الدعم في الأيام الأخيرة يمكنه أن يصنع فرقًا كبيرًا.

وختم الشريف حديثه بالتأكيد على أن كل طالب يمتلك قدرات خاصة، وأن دور الأسرة هو اكتشاف هذه القدرات وتحفيزها، لا الضغط عليها، مشيرًا إلى أن النجاح لا يُقاس فقط بالنتائج، بل بتكوين شخصية قادرة على التحدي.