أعادت شركة جوجل اليوم تسليط الضوء على أحد أبرز تطبيقاتها في مجال تعديل الصور، بإطلاقها تحديثًا جوهريًا طال انتظاره لتطبيق Snapseed على أجهزة آيفون وآيباد، التحديث الجديد الذي حمل الرقم 3،0 يُعد أول تحديث كبير للتطبيق منذ نحو أربع سنوات، حين أُضيف إليه الوضع الداكن في عام 2021، ما يعكس مدى أهمية هذه الخطوة بالنسبة لجمهور المستخدمين على نظام iOS.
المفاجأة الأكبر في التحديث تمثلت في التصميم الجديد كليًا الذي أعيد بناؤه ليتماشى مع معايير واجهات آبل الحديثة، دون المساس بجوهر التطبيق الذي أحبه المستخدمون منذ ظهوره الأول، وقد ظهرت أبرز ملامح التجديد في شريط الأدوات السفلي، حيث تم دمجه بأسلوب أكثر تنظيمًا، مع إدخال تبويب جديد باسم "المفضلة" (Faves)، تمركز في منتصف الشريط ليمنح المستخدمين طريقة أسرع للوصول إلى الأدوات التي يكررون استخدامها.
في الوقت نفسه، حافظ التطبيق على تبويب "المظاهر" (Looks) في الجهة اليسرى كما كان معتادًا، بينما أُزيل خيار "تصدير" (Export) من مكانه المعتاد، وأُعيدت تسميته إلى "الأدوات" (Tools) ووُضع في الجهة اليمنى، أما خيار التصدير نفسه فقد انتقل إلى الزاوية العلوية اليمنى من واجهة التطبيق، في تغييرات تعكس توجهًا واضحًا نحو تحسين تجربة المستخدم دون تشتيته.
مايكل ماركوني، المتحدث باسم شركة جوجل، أشار في تصريح لموقع "ذا فيرج" إلى أن الشركة تسعى من خلال هذا التحديث إلى تقديم تجربة استخدام جديدة بالكامل لتطبيق Snapseed على نظام iOS، مؤكدًا أن الملايين من المستخدمين عبر العالم أبدوا إعجابهم بالتطبيق على مدار سنوات، واليوم يحصلون على تجربة أكثر حداثة وسلاسة، إضافةً إلى بعض الميزات الجديدة التي وُصفت بأنها "ستُحدث فرقًا ملحوظًا".
اللافت أن تطبيق Snapseed لم يكن وليد منصة أندرويد كما يظن البعض، بل كان أصله موجهًا لمستخدمي أجهزة آبل، قبل أن تستحوذ عليه جوجل في عام 2012 ضمن استراتيجيتها التنافسية مع منصة إنستاجرام التي كانت آنذاك تزداد انتشارًا، لاحقًا، تم تطوير نسخة منه لأجهزة أندرويد، وقررت جوجل طرحه بشكل مجاني بالكامل، ما ساهم في رفع شعبيته بشكل كبير.
ويُعرف Snapseed بأنه من أقوى تطبيقات تحرير الصور على الأجهزة المحمولة، خاصةً فيما يتعلق بدعمه لتحرير ملفات RAW و JPG بطريقة احترافية، وهو ما جعله خيارًا مفضلاً لدى المصورين والمبدعين، ويتضمن التحديث الأخير مجموعة فلاتر جديدة تحمل لمسات كلاسيكية، أضيفت بعناية لتعزز من إمكانيات التعديل الإبداعي للمستخدم.
في حين رحّب المستخدمون على iOS بالتحديث الجديد، لم تعلن جوجل حتى اللحظة عن موعد إطلاق النسخة المحدثة لأجهزة أندرويد، واكتفت بالصمت حين وُجه إليها هذا السؤال تحديدًا، هذا الغموض فتح باب التكهنات، حيث يرى البعض أن جوجل قد تتأخر عمدًا في إطلاق التحديث على أندرويد لاختبار تجربة المستخدم على أجهزة آبل أولاً.
ومع أن Snapseed لم يحصل على تحديثات رئيسية لفترة طويلة، إلا أن قاعدة مستخدميه لم تتآكل، بل استمرت في النمو، مدفوعة بجودة أدواته وسهولة استخدامه، ويبدو أن التحديث الحالي، بتصميمه الجديد وواجهته الأكثر مرونة، جاء ليثبت أن التطبيق ما زال حاضرًا بقوة في سباق تطبيقات تعديل الصور، وربما يحمل في جعبته مستقبلًا توسعات إضافية ستكشفها الأيام المقبلة.
رغم أن جوجل لم تُفصح عن جميع المزايا الجديدة التي يحملها التحديث، إلا أن هذا الإطلاق يعكس اهتمام الشركة بإحياء تطبيقاتها غير المرتبطة مباشرة بخدمات الإعلانات أو البحث، في خطوة قد تُبشّر بعودة روح الابتكار إلى مزيد من تطبيقاتها التي عُرفت بالجودة والبساطة.