أعلنت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، عبر مشروع "حافلات المدينة"، عن إطلاق مسارين رئيسيين يسهّلان الوصول إلى مسجد قباء، أحد أبرز المعالم الإسلامية وأول مسجد بُني في الإسلام، وذلك ضمن إطار دعم شبكة النقل العام المتنامية في المدينة.
الخطوة الجديدة تهدف إلى تسهيل حركة الزائرين والمعتمرين والمقيمين نحو مسجد قباء، الذي يتمتع بمكانة روحية وتاريخية خاصة، ويشكّل محطة مهمة ضمن الرحلة الإيمانية في المدينة المنورة.
يأتي المسار الأول للخدمة تحت الرقم (390)، وينطلق من محطة "موقف حي الملك فهد" باتجاه "محطة مسجد قباء"، مرورًا بعدد من الأحياء السكنية الحيوية والمحطات المهمة التي تربط شرق المدينة بجنوبها.
تعمل الحافلات على هذا المسار يوميًا من الساعة 6:00 صباحًا وحتى 12:00 منتصف الليل، بتقاطر منتظم كل 20 دقيقة، ما يتيح للركاب مرونة في التنقل دون الحاجة إلى انتظار طويل.
ويأتي المسار الثاني برقم (109)، ليغطي وجهات أكثر ارتباطًا بالزائرين، إذ يبدأ من "موقف سيد الشهداء"، ويمر بعدد من المعالم والمواقع البارزة، أبرزها "المركزية الشمالية" القريبة من المسجد النبوي الشريف، قبل أن يصل إلى "محطة مسجد قباء".
ويمتد هذا المسار ليصل إلى "موقف العالية مول"، أحد المواقع التجارية البارزة في المدينة، ما يمنح الركاب خيارات متعددة للجمع بين الجانب الديني والتسوقي ضمن تنقلهم اليومي.
اللافت في هذا المسار أنه يعمل على مدار الساعة، 24 ساعة يوميًا، مما يجعله خيارًا استراتيجيًا للزوار الراغبين في زيارة مسجد قباء في أوقات مبكرة من اليوم أو حتى بعد منتصف الليل.
كما يتميز كلا المسارين بتقاطر منتظم كل 20 دقيقة، في خطوة تهدف إلى تقليل زمن الانتظار وضمان توفير خدمة فعالة ومستمرة، تُلبي احتياجات مختلف شرائح المستخدمين.
ويمكن للمستفيدين من هذه الخدمة استخدام تطبيق "حافلات المدينة" للتعرف بسهولة على أقرب محطة من موقعهم، إضافة إلى تتبع حركة الحافلات ومعرفة جدول الرحلات بدقة، وهو ما يعزز من كفاءة الخدمة الرقمية ضمن منظومة النقل.
وأوضحت الهيئة أن هذه المبادرة تأتي امتدادًا لجهودها المتواصلة في تحسين مستوى النقل داخل المدينة المنورة، وتعزيز الوصول إلى المواقع الإسلامية والتاريخية بشكل أكثر يسرًا ومرونة.
يُشار إلى أن مسجد قباء يُعد من أقدم المساجد في الإسلام، وله مكانة دينية مميزة، إذ ورد ذكره في القرآن الكريم، ويحرص الحجاج والمعتمرون على زيارته واغتنام فضل الصلاة فيه.
كما تهدف هذه التوسعة في خطوط النقل إلى تخفيف العبء المروري، وتقليل الاعتماد على المركبات الخاصة، ما ينعكس على تحسين البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية داخل المناطق المكتظة.
يُعد مشروع "حافلات المدينة" أحد المشاريع الرائدة في مجال النقل العام، ويواصل توسيع تغطيته الجغرافية وعدد خطوطه، ضمن رؤية شاملة لتوفير وسائل نقل حديثة وميسّرة ومستدامة في المدينة المنورة.
ويتماشى المشروع مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تضع في أولوياتها تحسين جودة الحياة، وتمكين وسائل النقل العام في مختلف مناطق المملكة، مع التركيز على المدن ذات الطابع الديني والتاريخي.
وتأمل الهيئة من خلال هذه التحديثات أن تعزز من تجربة الزائرين والمعتمرين داخل المدينة، وأن ترفع من معدلات استخدام النقل العام كوسيلة آمنة وموثوقة للوصول إلى أبرز المعالم الإسلامية في المدينة المنورة.