بدأت إدارة النادي الأهلي السعودي خطوات تحضيرية لمرحلة ما بعد المدرب الحالي، حيث دخلت في اتصالات مباشرة مع المدرب الأسترالي أنجي بوستيكوجلو، المدير الفني السابق لنادي توتنهام الإنجليزي، في خطوة قد تمهد لتغيير على رأس الجهاز الفني.
الاتصالات الأولية، وفقًا لما أورده موقع "ذا أثليتيك"، تهدف لاستطلاع رأي بوستيكوجلو بشأن إمكانية توليه قيادة الفريق الأول بالنادي خلال الموسم المقبل، في حال تم الاستقرار على رحيل المدرب الألماني ماتيا ياسله.
وبالرغم من أن عقد ياسله مع الأهلي ما يزال ساريًا لموسم إضافي، فإن الأنباء المتداولة تشير إلى وجود تفكير داخلي بإعادة تقييم التجربة الفنية، خاصة بعد تحقيق الفريق للقب دوري أبطال آسيا للنخبة مؤخرًا، وهو إنجاز وصفه البعض بـ"ذروة النجاح".
الإدارة تسعى لخلق استقرار فني طويل الأمد، خاصة مع طموحات متصاعدة في المنافسات المحلية والقارية، وقد ترى أن المدرب الأسترالي يمتلك من الخبرة والمرونة التكتيكية ما يتماشى مع أهداف المرحلة المقبلة.
ويُعرف أنجي بوستيكوجلو بخبرته المتنوعة، حيث قاد أندية ومنتخبات في خمس قارات مختلفة، منها فرق في أستراليا، واليونان، واليابان، واسكتلندا، وأخيرًا إنجلترا، ما يمنحه رصيدًا دوليًا واسعًا يجذب أنظار الفرق الطامحة للاستقرار والتطوير.
المثير أن بوستيكوجلو لم يمض وقتًا طويلًا في توتنهام، لكنه ترك بصمة واضحة، وتمكن من قيادة الفريق إلى التتويج ببطولة الدوري الأوروبي، قبل أن يعلن رحيله المفاجئ مع نهاية الموسم المنصرم.
وكانت تجربته قبل توتنهام في الدوري الاسكتلندي لافتة للنظر، عندما قاد سيلتيك لاستعادة هيبته المحلية، وفرض فلسفة هجومية جذبت اهتمام المتابعين وخبراء التدريب على حد سواء.
ومن المعروف عن المدرب الأسترالي اعتماده على أسلوب الضغط العالي والتحولات السريعة، وهي أمور قد تتناغم مع قدرات الأهلي الحالية، خاصة بعد التطوير الذي شهده الفريق في الموسم الأخير.
وفي المقابل، لا تزال وضعية ياسله غير واضحة، فرغم التتويج الآسيوي، ظهرت انتقادات من بعض الأصوات الجماهيرية بشأن أداء الفريق في بعض مباريات الدوري المحلي، وما وُصف بـ"التحفظ المبالغ فيه" في بعض المواجهات الكبيرة.
الخيارات أمام الأهلي لا تزال مفتوحة، إلا أن الدخول في مفاوضات مع اسم كبير بحجم بوستيكوجلو يضع علامات استفهام كثيرة حول مصير المدرب الحالي، ويدفع للتساؤل عمّا إذا كان القرار قد اتُّخذ خلف الكواليس بالفعل.
المصادر أكدت أن المحادثات مع بوستيكوجلو لا تزال في مرحلة الاستطلاع، ولم تتطور بعد إلى مفاوضات رسمية أو طرح بنود تعاقد، لكن الاهتمام الجاد من الأهلي يعكس الرغبة في التحديث الفني حتى بعد تحقيق البطولات.
ويُعد الدوري السعودي وجهة جذابة حاليًا للمدربين العالميين، في ظل الاستثمارات الكبيرة التي تشهدها الأندية واهتمامها بجذب كفاءات تدريبية قادرة على صناعة الفارق، وهو ما قد يفتح شهية بوستيكوجلو لخوض تحدٍ جديد في المنطقة.
من جهته، لم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن من إدارة الأهلي بشأن المفاوضات أو نواياها تجاه استمرار ياسله، لكن المتابعين يترقبون صدور توضيحات خلال الأيام القادمة مع اقتراب فترة الإعداد للموسم الجديد.
وبين الترقب والتكهنات، تبقى الحقيقة أن الأهلي دخل دائرة القرار الكبير، وتحديد هوية من سيقود مشروعه الكروي الطموح في المرحلة القادمة سيكون مفتاحًا لمستقبل الفريق على المستويين المحلي والآسيوي.