في خطوة دبلوماسية بارزة، أجرى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء، اتصالاً هاتفيًا بالرئيس الإيراني الدكتور مسعود بزشكيان، لمناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية، مع التركيز على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على إيران. أكد الأمير محمد بن سلمان خلال الاتصال أن هذه الاعتداءات، التي أسفرت عن ثلاثة قتلى و130 جريحًا و35 مفقودًا، عطلت جهود الحوار الهادفة إلى خفض التصعيد، مشددًا على موقف المملكة الرافض لاستخدام القوة في تسوية النزاعات، وضرورة اعتماد الحلول الدبلوماسية كسبيل لتحقيق الاستقرار، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية التي تهدد الأمن والسلم.
وعبر ولي العهد عن تعازيه الحارة للرئيس الإيراني وللشعب الإيراني ولأسر الضحايا الذين سقطوا جراء الاعتداءات، مجددًا إدانة المملكة واستنكارها لهذه الأعمال التي تنتهك سيادة إيران والقوانين الدولية. هذا الموقف يعكس التزام السعودية بتعزيز الأمن الإقليمي، وسعيها للعب دور محوري في تهدئة الصراعات، بما يتماشى مع رؤيتها لتحقيق استقرار مستدام في المنطقة، وسط تحديات جيوسياسية معقدة تتطلب حوارًا بناءً بين الأطراف.
ومن جانبه، أعرب الرئيس الإيراني عن تقديره لمشاعر ولي العهد النبيلة، مشيدًا بموقف المملكة الداعم لإيران في مواجهة العدوان الإسرائيلي. كما قدم بزشكيان شكره لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان، على جهود المملكة في توفير الخدمات اللازمة للحجاج الإيرانيين، مما سهل عودتهم الآمنة إلى بلادهم، في إشارة إلى التعاون الإنساني بين البلدين، الذي يعزز من فرص تحسين العلاقات الثنائية في المستقبل.
ويأتي هذا الاتصال في سياق جهود دبلوماسية مكثفة تشهدها المنطقة، حيث تسعى السعودية لتعزيز دورها كوسيط إقليمي يدعم الحلول السلمية. الاتصال يبرز أهمية الحوار بين الرياض وطهران في ظل التحديات الأمنية، مما قد يمهد الطريق لمزيد من التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل الأمن الإقليمي واستقرار أسواق الطاقة، بما يخدم مصالح الشعبين والمنطقة بأسرها.
ويظل هذا الحدث مؤشرًا على إمكانية فتح قنوات جديدة للحوار بين السعودية وإيران، في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات متزايدة. التأكيد على رفض العنف والالتزام بالدبلوماسية يعكس رؤية مشتركة لتخفيف التوترات، مما يعزز آمال الجمهور في تحقيق استقرار طويل الأمد، بينما يبقى السؤال حول مدى قدرة هذه الجهود على تحقيق اختراقات ملموسة في المستقبل القريب.