الأرصاد تُحذّر: رياح محملة بالغبار تضرب مناطق واسعة بالمملكة
الأرصاد تُحذّر: رياح محملة بالغبار تضرب مناطق واسعة بالمملكة
كتب بواسطة: حمادة صالح |

أصدر المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية تنبيهًا جديدًا، اليوم الثلاثاء، حول حالة الطقس في عدد من مناطق المملكة، محذرًا من نشاط رياح سطحية مثيرة للأتربة والغبار، قد تؤدي إلى تدنٍ في مدى الرؤية الأفقية على فترات متفاوتة.

وأوضح المركز في بيانه أن هذه الحالة المناخية تشمل مناطق واسعة من المملكة، أبرزها الرياض، الشرقية، القصيم، المدينة المنورة، مكة المكرمة، ونجران، حيث يُتوقع أن تشهد رياحًا نشطة تمتد آثارها إلى المناطق المفتوحة والطرق السريعة.

وبحسب التوقعات، فإن سرعة الرياح قد تتجاوز في بعض المناطق 50 كم/ساعة، ما يزيد من احتمالية إثارة الأتربة والغبار بشكل كثيف، خاصة في فترات الظهيرة والعصر، مع تحذيرات من احتمالية شبه انعدام في الرؤية الأفقية ببعض المواقع الصحراوية.

وأشار تقرير الأرصاد إلى أن الحالة الجوية الحالية تأتي نتيجة تأثر المملكة بامتداد منخفض جوي سطحي، بالتزامن مع نشاط في التيارات الهوائية الجافة، ما يهيئ الظروف لحدوث عواصف ترابية مؤقتة في عدد من المحافظات.

ودعا المركز الوطني للأرصاد المواطنين والمقيمين إلى توخّي الحذر، لا سيما السائقين على الطرق السريعة، تجنبًا لأي حوادث مرورية قد تحدث نتيجة انخفاض الرؤية المفاجئ بسبب العوالق الترابية والغبار الكثيف.

كما نُصح مرضى الربو والحساسية، والأطفال وكبار السن، بعدم التعرض المباشر للغبار والبقاء في أماكن مغلقة قدر الإمكان، مع ضرورة استخدام الكمامات الطبية في حال الخروج من المنزل خلال أوقات الذروة.

ومن جهته، شدّد الدفاع المدني على أهمية الالتزام بتعليمات السلامة، وعدم المجازفة بقيادة المركبات في الظروف الجوية غير المستقرة، خاصة في المناطق التي تشهد كثافة في الغبار وانعدامًا في الرؤية.

وشهدت بعض المناطق في وسط وغرب المملكة، منذ ساعات الصباح، تصاعدًا تدريجيًا في كميات الأتربة المحمولة في الهواء، في ظل أجواء جافة ومغبرة تزامنت مع ارتفاع طفيف في درجات الحرارة.

ووثقت كاميرات المواطنين ومراكز الأرصاد المحلية مشاهد لافتة لاجتياح الغبار للأحياء والطرق العامة، في مشهد يتكرر في مثل هذه الأوقات من العام، بالتزامن مع التغيرات المناخية الموسمية والكتل الهوائية المتقلبة.

ويتوقع خبراء الطقس أن تستمر هذه الحالة حتى ساعات الليل الأولى في بعض المناطق، مع احتمالية امتدادها لمناطق أخرى في الجنوب الغربي من المملكة، ما يستدعي المتابعة الدقيقة للتقارير الجوية وتحديثات الأرصاد أولاً بأول.

وبالرغم من كون هذه الظواهر طبيعية في مناخ المملكة، إلا أن حدّتها تختلف من عام لآخر تبعًا لعوامل عديدة، من أبرزها توزيع الضغط الجوي، ودرجة تشبع التربة، وكمية الغطاء النباتي المتوفر الذي يحد من تطاير الأتربة.

وتشير البيانات الحديثة إلى ازدياد في وتيرة الرياح المثيرة للأتربة في السنوات الأخيرة، ما يعيد طرح مسألة التصحر وتراجع الغطاء النباتي كقضايا بيئية مؤثرة تستدعي المعالجة ضمن استراتيجية الاستدامة البيئية.

كما أكّد المركز الوطني للأرصاد أن كوادره تواصل رصد تطورات الحالة الجوية بدقة، وتعمل على إصدار تنبيهات دورية تُرسل عبر تطبيقات الطقس الرسمية ومنصات التواصل الاجتماعي لتوعية المواطنين بالمستجدات.

وفي السياق ذاته، طالبت جهات المرور والسفر السائقين بالتأني والقيادة بحذر، خاصة في المناطق التي تشهد عواصف ترابية كثيفة، والتوقف عند الحاجة تفاديًا لأي اصطدام بسبب ضعف الرؤية أو انزلاق المركبات.

ومن المنتظر أن تعود الأجواء إلى استقرار نسبي بدءًا من يوم غد في معظم المناطق، مع استمرار مراقبة التحولات المناخية اليومية التي قد تطرأ بشكل مفاجئ في ظل التغيرات الفصلية النشطة حاليًا.