طرحت وزارة التعليم قواعد تنظيمية جديدة لإنشاء فصول ومدارس متخصصة للموهوبين، في خطوة تهدف إلى رعاية هذه الفئة الطلابية وتوفير بيئة تعليمية محفزة لهم، وتأتي هذه القواعد لتؤكد على التزام الوزارة بتطوير منظومة التعليم ودعم الكفاءات الوطنية منذ المراحل الأولى.
تشمل أبرز الشروط الجديدة تحديد حد أدنى لعدد الطلاب في فصول الموهوبين، والذي لا يقل عن 15 طالبًا، ويهدف هذا الشرط إلى ضمان وجود عدد كافٍ من الطلاب الموهوبين لتشكيل بيئة تعليمية تفاعلية ومحفزة، تسمح بتبادل الأفكار وتنمية المواهب بشكل جماعي.
لم تغفل الوزارة جانب المعلم، حيث تضمنت القواعد حوافز خاصة للمعلمين المشرفين على فصول ومدارس الموهوبين، هذه الحوافز تُعد تقديرًا لجهودهم وتشجيعًا لهم على التخصص في هذا المجال الحيوي الذي يتطلب مهارات تدريسية وتربوية فريدة، وقدرة على اكتشاف وصقل المواهب.
الهدف الأساسي من هذه القواعد هو توفير بيئة تعليمية متكاملة تدعم احتياجات الطلاب الموهوبين، فالفصول والمدارس المتخصصة ستُقدم مناهج دراسية مُثرية، وأنشطة لاصفية متنوعة، وبرامج إرشادية تُساعد الطلاب على تنمية قدراتهم وتجاوز التحديات.
كما تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الشراكة بين الوزارة والمجتمع المحلي والقطاع الخاص لدعم هذه المبادرة، فالمشاركة المجتمعية تُسهم في توفير الموارد اللازمة، وتبادل الخبرات، وتقديم الدعم للطلاب الموهوبين، مما يُثري تجربتهم التعليمية.
يُعد هذا التوجه جزءًا من رؤية أوسع للتعليم تسعى إلى تحديد ورعاية الموهوبين مبكرًا، فكلما تم اكتشاف الموهبة في سن صغيرة، زادت الفرص لتنميتها وصقلها بشكل يسمح للطلاب بتحقيق أقصى إمكاناتهم الأكاديمية والشخصية، والمساهمة بفاعلية في بناء المستقبل.
إن إطلاق هذه القواعد التنظيمية يُمثل نقطة تحول في مسار رعاية الموهوبين، فهو يُوفر إطارًا واضحًا ومنظمًا لإنشاء وتشغيل هذه الفصول والمدارس، ويضمن تقديم تعليم عالي الجودة يتناسب مع القدرات الاستثنائية لهؤلاء الطلاب، ويدعم رحلتهم نحو التفوق والإبداع.
