هيئة الطرق
الدلامي: جاهزية الطرق السعودية تحت المراقبة المستمرة طوال العام
كتب بواسطة: محمد سميح |

أوضح الرئيس التنفيذي المكلف لهيئة الطرق، المهندس بدر الدلامي، أن مركز التحكم التابع للهيئة يُعد أحد أهم المراكز التشغيلية التي تعمل على مدار الساعة لضمان الجاهزية الكاملة لشبكة الطرق في كافة مناطق المملكة، وأكد أن المركز يلعب دورًا محوريًا في مراقبة ومتابعة الحالة التشغيلية والتقنية لجميع الطرق من خلال نظام متكامل يعتمد على التقنيات الحديثة وكاميرات المراقبة المنتشرة على امتداد شبكة الطرق الوطنية، وهو ما يمكّنه من أداء وظائفه الحيوية بكفاءة عالية.

وأشار الدلامي في مداخلة تلفزيونية عبر قناة "الإخبارية" إلى أن من أبرز ما يميز هذا المركز هو امتلاكه لمنظومة ضخمة من الكاميرات الذكية التي تم توزيعها على مختلف الطرق الرئيسية والفرعية في المملكة، مما يوفر تغطية شاملة لكل ما يحدث على الأرض بشكل لحظي، وأضاف أن هذه الكاميرات تتيح للمركز قدرة دقيقة على رصد الأحداث في لحظتها، سواء كانت تغيرات مناخية مفاجئة، مثل الأمطار الغزيرة، الضباب، أو العواصف الرملية، أو الحوادث المرورية، أو حتى الأعطال في البنية التحتية للطريق مثل الانهيارات أو التشققات، فضلًا عن مراقبة أعمال الصيانة والمقاولين المكلفين بتنفيذها.

وبيّن الدلامي أن المركز يعتمد على منظومة تقنية متطورة قادرة على تحليل البيانات الواردة من الكاميرات وأجهزة الاستشعار المتوزعة، من أجل اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة تسهم في ضمان سلامة مرتادي الطرق، بالإضافة إلى دعم اتخاذ القرار لدى الجهات المعنية وتوفير تقارير شاملة حول حالة الطرق بشكل يومي وأسبوعي، كما أشار إلى أن هذا العمل التكاملي يعزز قدرة الهيئة على التدخل الاستباقي في حالات الطوارئ وتقديم خدمات الصيانة والتأهيل بطريقة فعالة ومرنة.

وأضاف أن المركز لا يقتصر دوره على المراقبة فقط، بل يعمل أيضًا على إدارة الحالات الطارئة من خلال تنسيق الجهود بين مختلف الجهات ذات العلاقة، مثل الدفاع المدني، والمرور، والهلال الأحمر، حيث يتم تبادل المعلومات بشكل فوري عند حدوث أي خلل في شبكة الطرق، مما يسهم في تقليل وقت الاستجابة والتعامل بكفاءة مع الحوادث أو التغيرات المناخية الطارئة التي قد تؤثر على سلامة التنقل.

وأوضح أن إحدى المهام الأساسية للمركز تكمن في تقييم الأداء الفعلي لمقاولي الصيانة، إذ تُستخدم الكاميرات لرصد التزامهم بالمعايير والمواصفات المعتمدة، ومدى تنفيذهم للأعمال في الوقت المحدد، ويتم رفع تقارير مفصلة إلى الإدارات المعنية تتضمن ملخصًا بالحالة التشغيلية للطرق، وجودة أعمال الصيانة، والملاحظات الفنية، ما يعزز مستوى الشفافية والمساءلة، ويضمن جودة الخدمة المقدمة للمواطن والمقيم.

وذكر الدلامي أن هيئة الطرق تسعى من خلال هذا المركز إلى تحسين تجربة التنقل بشكل مستدام، من خلال تطوير الأنظمة الذكية المستخدمة في المراقبة والإدارة، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ على توسيع البنية التحتية الرقمية للمركز، وزيادة عدد الكاميرات وأجهزة المراقبة، فضلاً عن الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل البيانات بشكل أعمق، واستشراف الأعطال أو التهديدات المحتملة قبل حدوثها فعليًا.

وأكد في ختام حديثه أن مركز التحكم يمثل تجسيدًا عمليًا للتحول الرقمي في قطاع الطرق بالمملكة، ويُعد خطوة محورية نحو تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، عبر تعزيز البنية التحتية الذكية، ورفع جودة الحياة، وضمان التنقل الآمن والسلس في جميع مناطق المملكة، موضحًا أن الهيئة تسعى بشكل مستمر إلى تطوير أداء المركز وتوسيع نطاقه لضمان مراقبة شاملة وفعّالة لشبكة الطرق، وتحقيق أعلى مستويات السلامة المرورية والكفاءة التشغيلية.