كشفت مصادر إعلامية صباح اليوم الأحد عن تطور ميداني خطير في جنوب قطاع غزة، حيث تم العثور على جثة القيادي البارز في الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محمد السنوار، إلى جانب جثث عشرة من مساعديه، وذلك داخل أحد الأنفاق في منطقة خان يونس، الواقعة جنوبي القطاع.
وأشارت التقارير إلى أن السنوار، الذي يُعد من أبرز قادة كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – وقائد لواء خان يونس تحديداً، كان قد لقي حتفه نتيجة غارات جوية إسرائيلية نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية قبل عدة أيام، واستهدفت محيط المستشفى الأوروبي الواقع شرق خان يونس، وبحسب ما نقلته قناة "العربية"، فقد تم تأكيد مقتله خلال عمليات بحث وتمشيط أجرتها القوات الإسرائيلية لاحقاً في المنطقة.
وتضيف التقارير أن الغارات نفسها أدت أيضاً إلى مقتل محمد شبانة، قائد لواء رفح في كتائب القسام، ما يشير إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية قد كانت موجهة ومركزة لاستهداف قيادات عليا في التنظيم.
وقد برز اسم محمد السنوار في الفترة الأخيرة كواحد من أكثر القادة الميدانيين نشاطاً في مناطق جنوب القطاع، حيث لعب دوراً رئيسياً في إدارة العمليات العسكرية لحماس في خان يونس، خاصة منذ بداية التصعيد العسكري الأخير الذي بدأ في أكتوبر من العام الماضي عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة.
يُشار إلى أن محمد السنوار هو الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، القائد العام لحركة حماس في قطاع غزة، والذي قُتل هو الآخر في غارة إسرائيلية في أكتوبر 2024، في تطور اعتبر حينها ضربة نوعية للحركة.
وتعليقاً على هذه الأنباء، كان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد ألمح منذ يومين خلال مقابلة إعلامية، إلى "تطورات إيجابية على صعيد تصفية قيادات ميدانية بارزة في غزة"، مشيراً ضمنياً إلى مقتل محمد السنوار دون أن يسميه بشكل مباشر، ويُعتقد أن هذا التصريح كان إشارة إلى العمليات التي أسفرت عن مقتل السنوار ومساعديه، والتي تم التحفظ على تفاصيلها حتى التأكد من هوية القتلى.
في السياق ذاته، يرى محللون عسكريون أن مقتل محمد السنوار سيشكل ضربة قوية لحماس على المستوى الميداني، خاصة في جنوب القطاع، نظراً للدور المحوري الذي كان يلعبه في إدارة الأنفاق، وتنسيق الهجمات ضد القوات الإسرائيلية، فضلاً عن تنظيم الدفاعات في منطقة خان يونس، التي تشهد اشتباكات متكررة منذ بداية العملية العسكرية الإسرائيلية.
ويرى البعض أن هذا التطور قد يُسرع من وتيرة انهيار البنية التحتية للقيادة الميدانية لحركة حماس، في ظل الضربات المتتالية التي تستهدف قادتها الميدانيين، وتضييق الخناق على شبكة الأنفاق التي تعتمد عليها الحركة في تحركاتها ونقل الإمدادات والمقاتلين.
من جانب آخر، لم تصدر حركة حماس حتى لحظة إعداد هذا التقرير بياناً رسمياً يؤكد أو ينفي مقتل محمد السنوار، ما قد يشير إلى أن الحركة تدرس توقيت الإعلان عن الخبر أو قد تكون لم تتمكن بعد من التحقق الكامل من التفاصيل نظراً للأوضاع الميدانية المعقدة في المناطق المستهدفة.
وفي ظل هذه التطورات، تبقى الأوضاع في قطاع غزة مرشحة لمزيد من التصعيد، في وقت يتواصل فيه الضغط العسكري الإسرائيلي على مواقع وقيادات الفصائل المسلحة، بينما تزداد حدة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان القطاع جراء الحصار المستمر والانهيار الكبير في البنية التحتية والخدمات الأساسية.
ويتزامن هذا الإعلان مع تقارير أخرى تشير إلى استمرار العمليات العسكرية في محيط مدينة رفح، وتكثيف الاستهدافات الجوية لمواقع يُشتبه في أنها مراكز قيادة ميدانية، في مؤشر على أن إسرائيل تسعى إلى القضاء على ما تبقى من القدرات التنظيمية لحماس في الجنوب.
وتأتي هذه المستجدات في وقت تتواصل فيه المساعي الدولية لإعادة إحياء جهود التهدئة بين الطرفين، وسط ضغوط من المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين المتضررين في قطاع غزة.