في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن وتيسير أداء مناسكهم منذ لحظة وصولهم إلى أراضي المملكة، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عن بدء استقبال أولى وفود الحجاج القادمين من خارج البلاد عبر منفذ البطحاء الحدودي، وذلك ضمن خطة الوزارة التشغيلية لموسم حج عام 1446هـ، والتي تهدف إلى تقديم أفضل الخدمات التوعوية والدعوية للحجاج.
وشهد مكتب الوزارة في منفذ البطحاء انطلاقة مباركة لاستقبال الحجاج، حيث بادر العاملون فيه إلى تقديم مجموعة متكاملة من الخدمات التوعوية والإرشادية، التي تهدف إلى تعزيز وعي الحجاج بالضوابط الشرعية المتعلقة بمناسك الحج، وتيسير فهمهم للأحكام الشرعية التي يحتاجون إليها لأداء الشعائر الدينية على الوجه الصحيح.
وتنوّعت الخدمات المقدمة لتشمل توزيع كتيبات ومطويات توعوية بأكثر من لغة، تغطي الموضوعات الأساسية المرتبطة بالحج، مثل التوحيد، والسلوكيات الإسلامية في المشاعر، ومواقيت الإحرام، وصفة الحج والعمرة، إلى جانب فتاوى شائعة بين الحجاج، وتم إعداد هذه المواد وفق ضوابط شرعية دقيقة، بالتنسيق مع نخبة من أهل العلم والاختصاص.
كما شارك في الاستقبال عدد من الدعاة الرسميين المكلفين من قبل الوزارة، والذين تولوا مهمة الإجابة على استفسارات الحجاج المتعلقة بالجوانب الفقهية والتنظيمية للحج، وتقديم النصائح والإرشادات الدينية التي يحتاجها الحاج في بداية رحلته الإيمانية.
وتمثّل هذه المبادرة باكورة تنفيذ خطة وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لموسم الحج هذا العام، والتي تأتي انسجامًا مع التوجيهات السامية للقيادة الرشيدة، الرامية إلى توفير أقصى درجات الراحة والطمأنينة للحجاج، والعمل على رفع مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن على مختلف الأصعدة.
وقد عبّر عدد من الحجاج القادمين عبر المنفذ عن بالغ سعادتهم بحفاوة الاستقبال الذي حظوا به، مشيدين بما لقوه من تنظيم عالٍ وسلاسة في الإجراءات، فضلًا عن جودة المحتوى التوعوي والإرشادي الذي تم تزويدهم به، والذي يعكس مدى اهتمام المملكة بالحاج منذ لحظة دخوله أراضيها، وحتى مغادرته بعد أداء المناسك بسلام.
وأكد الحجاج أن الخدمات المقدمة في منفذ البطحاء تنم عن مستوى عالٍ من الجاهزية والتنظيم، وأن الجهود المبذولة في هذا الصدد تجسّد واقعًا ملموسًا لرعاية المملكة لضيوف بيت الله الحرام، لافتين إلى أن ما شاهدوه من تنظيم وتفاعل يعكس القيم الإسلامية الأصيلة التي تقوم عليها سياسة المملكة في خدمة الحجاج والمعتمرين.
وتأتي جهود وزارة الشؤون الإسلامية في إطار منظومة متكاملة من المبادرات التي تنفذها الجهات المعنية بشؤون الحج، حيث تعمل الوزارة جنبًا إلى جنب مع الجهات الأخرى، كوزارة الحج والعمرة، ووزارة الداخلية، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، وغيرها من الجهات الخدمية، ضمن منظومة واحدة هدفها الأول راحة ضيوف الرحمن.
وفي هذا الإطار، أوضح مسؤولو وزارة الشؤون الإسلامية أن المرحلة الحالية تُعد مقدمةً لسلسلة من البرامج التوعوية والدعوية التي ستستمر طوال موسم الحج، سواء في المنافذ البرية والبحرية والجوية، أو داخل المشاعر المقدسة، مؤكدين أن هناك خططًا ميدانية جاهزة لتنفيذ محاضرات ودروس بلغات متعددة في مقرات سكن الحجاج، ومراكز التوعية المنتشرة في مكة المكرمة والمشاعر.
ويأتي هذا العمل المشترك مواكبًا لرؤية المملكة 2030، التي جعلت من تحسين الخدمات المقدمة للحجاج أحد مستهدفاتها الجوهرية في محور تعزيز العمق الإسلامي، حيث تسعى الجهات المعنية إلى تحويل تجربة الحج إلى رحلة إيمانية نموذجية تتوافر فيها أعلى معايير التنظيم والراحة والتوجيه.
وتؤكد وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد استمرارها في أداء دورها الريادي في نشر الوسطية والاعتدال، وترسيخ القيم الإسلامية السمحة بين الحجاج، من خلال محتوى علمي موثوق، وكوادر دعوية مؤهلة، وخطط عمل تراعي تنوع الثقافات واللغات والخلفيات التي ينتمي إليها ضيوف الرحمن.
ومن المتوقع أن تتواصل عمليات الاستقبال في مختلف المنافذ خلال الأيام القادمة، مع تصاعد وتيرة قدوم الحجاج من مختلف دول العالم، في ظل جاهزية تامة واستعدادات مسبقة تشمل جميع القطاعات المعنية، بما يضمن موسماً حجياً آمناً، ومليئاً بالسكينة والتيسير.