أعلنت جماعة الحوثي في اليمن، اليوم الأحد، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مطار بن غوريون الإسرائيلي قرب تل أبيب بصاروخين باليستيين، في خطوة جديدة تعكس استمرار التصعيد الإقليمي رغم بعض بوادر التهدئة، حيث أكد المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، أن الهجوم أصاب هدفه بدقة، مشيراً إلى أن الهجمات ستتواصل حتى "يتوقف العدوان على غزة ويتم رفع الحصار عنها"، وفق تعبيره.
جاء هذا التطور بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن اعتراضه لصاروخ أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل، حيث تم تفعيل صافرات الإنذار في عدة مناطق، ما أدى إلى حالة استنفار أمني داخل العمق الإسرائيلي، دون أن يتم الإعلان عن وقوع خسائر أو أضرار مباشرة، في وقتٍ تشهد فيه الساحة الإقليمية تداخلاً متصاعداً بين الصراع في غزة والتوترات مع الحوثيين الذين يؤكدون أن هجماتهم تأتي تضامناً مع الشعب الفلسطيني في القطاع.
ورغم أن الحوثيين وافقوا مؤخراً على وقف الهجمات ضد السفن الأميركية عقب اتفاق تم التوصل إليه عبر وساطة عمانية وأطراف دولية، إلا أن إسرائيل أكدت أنها غير معنية بهذا الاتفاق، حيث قال مسؤول أمني إسرائيلي إن "الاتفاق مع واشنطن لا يلزم تل أبيب"، مشدداً على أن العمليات العسكرية ضد الحوثيين ستتواصل، مشيراً إلى أن الجماعة "ستدفع الثمن"، على حد وصفه.
وفي إطار الرد العسكري، شنّت القوات الإسرائيلية سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع حيوية في محافظة الحديدة غربي اليمن، وتحديداً موانئ رأس عيسى والحديدة والصليف الواقعة على ساحل البحر الأحمر، حيث أكدت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين أن الضربات تسببت بأضرار في البنية التحتية المينائية، وسط تنديد محلي ومخاوف من تأثير ذلك على الوضع الإنساني في البلاد.
ومن جهة أخرى، توقعت مصادر إسرائيلية أن تشهد الأيام المقبلة تصعيداً واسع النطاق، إذ تخطط تل أبيب لتنفيذ هجمات أكثر عنفاً تستهدف مواقع إطلاق الصواريخ ومراكز القيادة اللوجستية التابعة للحوثيين، بهدف تدمير البنية التحتية التي تُستخدم في تنفيذ الهجمات الصاروخية، الأمر الذي ينذر بتوسع رقعة الاشتباك خارج حدود غزة إلى ساحة إقليمية أكثر تعقيداً.