أعلنت لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد السعودي لكرة القدم، مجموعة من القرارات العقابية الجديدة بحق عدد من اللاعبين، كان أبرزها إيقاف أحد لاعبي نادي الاتفاق، وتغريم لاعب من نادي العروبة، وذلك عقب ما بدر منهم خلال مباريات الجولة الأخيرة من المسابقات المحلية، حيث رصدت اللجنة مخالفات اعتبرتها خرقًا للقواعد السلوكية والرياضية التي تحكم سلوك اللاعبين داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
وجاء القرار الأبرز بإيقاف لاعب الاتفاق، بعد مراجعة ما ورد في تقارير حكام المباراة والمراقبين، إلى جانب الرجوع للقطات المصورة التي وثقت تصرفًا غير رياضي من اللاعب خلال مواجهة فريقه الأخيرة، وقد رأت اللجنة أن ما بدر من اللاعب يمثل مخالفة صريحة تستوجب الإيقاف الانضباطي، دون أن تكشف اللجنة في بيانها عن تفاصيل الواقعة الكاملة، مكتفية بالإشارة إلى المادة التي استندت إليها في توقيع العقوبة.
وأوضحت اللجنة أن عقوبة الإيقاف تشمل عددًا من المباريات الرسمية المقبلة التي سيخوضها فريق الاتفاق، وذلك بحسب ما تنص عليه اللائحة المنظمة للسلوك والانضباط في اتحاد الكرة السعودي، وتُعد هذه الخطوة جزءًا من السياسة الصارمة التي تتبعها اللجنة لضمان احترام اللاعبين للأنظمة، ولترسيخ قيم الروح الرياضية والانضباط في كافة المنافسات المحلية.
في السياق ذاته، أصدرت اللجنة قرارًا آخر يقضي بتغريم لاعب من نادي العروبة مبلغًا ماليًا، بعد أن ثبت ارتكابه مخالفة سلوكية خلال مباراة فريقه أمام نادي الهلال، ووفق البيان، فإن اللاعب أقدم على تصرف مرفوض عقب نهاية اللقاء، وهو ما تم توثيقه في تقارير رسمية وبالأدلة المصورة، ما دفع اللجنة إلى التحرك الفوري وتطبيق المادة المعنية بالمخالفات السلوكية.
ورغم أن لجنة الانضباط لم توضح طبيعة التصرف محل العقوبة بشكل تفصيلي، إلا أن مصادر مقربة رجحت أن يكون التصرف مرتبطًا بتصرف احتجاجي موجه للحكم أو لطرف من أطراف الفريق المنافس، وهي سلوكيات تندرج ضمن المخالفات التي تُعاقب بغرامات مالية دون إيقاف، ما لم تتكرر أو تتضمن أفعالًا أكثر خطورة تستوجب تدخلًا أشد.
القرارات الجديدة أثارت تفاعلًا واسعًا بين المتابعين، خصوصًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من يرى في قرارات اللجنة ضرورة لضبط السلوك والانضباط داخل الملاعب، ومن يعتبر أن بعض العقوبات تفتقر إلى الشفافية والتوضيح، في ظل غياب التفاصيل الدقيقة للوقائع، وهو ما يفتح المجال أمام تفسيرات متباينة ويطرح تساؤلات حول آلية التقييم داخل اللجنة.
وتواجه لجنة الانضباط تحديات دائمة في التعامل مع السلوكيات غير الرياضية، لا سيما في بيئة تنافسية مشحونة قد تشهد لحظات انفعالية من اللاعبين، ومع ذلك، تصر اللجنة على تطبيق لوائحها بحزم، مؤكدة أن العدالة داخل الملاعب لا تتحقق فقط بالأداء الفني، بل أيضًا بالالتزام والانضباط، وهو ما يشكل صلب رسالتها لضمان سير المنافسات بروح رياضية.
يُشار إلى أن لجنة الانضباط تُصدر بشكل دوري قرارات مماثلة بحق لاعبين وأندية وأطقم فنية وإدارية، كجزء من مسؤولياتها الرقابية والتنظيمية ضمن المنظومة الكروية السعودية، في ظل تصاعد أهمية الانضباط السلوكي كجزء من احترافية اللعبة، وتحقيق بيئة رياضية متوازنة ومُحفِّزة للنجاح الفني والمجتمعي.
