الملك سلمان يوجه باستضافة 1000 حاج من ذوي شهداء فلسطين
الملك سلمان يوجه باستضافة 1000 حاج من ذوي شهداء فلسطين
كتب بواسطة: محمد سميح |

في لفتة كريمة تعبّر عن عمق العطاء السعودي وحرص القيادة على دعم الشعب الفلسطيني، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، توجيهًا ساميًا باستضافة ألف حاج وحاجة من ذوي شهداء فلسطين، لأداء فريضة الحج هذا العام، وذلك ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وتأتي هذه المبادرة الملكية استمرارًا لنهج المملكة الراسخ في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتأكيدًا على أواصر الأخوة والدعم الإنساني والديني المستمر.

ويحظى هذا البرنامج باهتمام كبير منذ إطلاقه قبل أكثر من عقد، حيث يكرّس مفاهيم التضامن الإسلامي، ويجسد عمق العلاقة التي تربط المملكة بالشعوب الإسلامية، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، وتعد استضافة الحجاج الفلسطينيين من ذوي الشهداء لفتة ذات دلالات إنسانية كبيرة، تعزز من مشاعر التقدير والامتنان في نفوس أهالي الشهداء، وتمنحهم الفرصة لأداء ركن الإسلام الخامس وسط رعاية شاملة وخدمات متكاملة توفرها المملكة لضيوف الرحمن.

ويشمل التوجيه الملكي استضافة الحجاج من مختلف الأراضي الفلسطينية، بما فيها قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، وذلك رغم التحديات السياسية والظروف الإنسانية التي يعاني منها الفلسطينيون في الداخل، ويعكس ذلك حرص القيادة السعودية على الوصول إلى المستحقين الحقيقيين لهذه المبادرة، وإيصال الدعم لهم دون تمييز، بعيدًا عن الحسابات السياسية، تأكيدًا لموقف المملكة الثابت في دعم القضية الفلسطينية في مختلف المحافل.

من جانبها، عبّرت وزارة الشؤون الإسلامية، الجهة المشرفة على تنفيذ البرنامج، عن عظيم شكرها وامتنانها لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، على ما يولونه من رعاية وعناية بالحجاج عامة، وضيوف البرنامج خاصة، مؤكدة أن الاستعدادات قائمة على أعلى المستويات لضمان تقديم تجربة روحانية وإنسانية استثنائية لهؤلاء الضيوف، كما أشارت إلى أن الفرق المختصة بدأت على الفور في التواصل مع الجهات المعنية بفلسطين لتنسيق الإجراءات، وضمان سير العملية بكل سلاسة.

ويمثل برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين أحد أوجه الدعم غير المحدود الذي تقدمه المملكة للعالم الإسلامي، حيث يشمل سنويًا استضافة آلاف الحجاج من أكثر من 90 دولة، يتم اختيارهم بعناية ضمن فئات مجتمعية تستحق هذا التكريم، مثل أسر الشهداء والدعاة البارزين والمؤثرين في العمل الخيري والإنساني، وتحظى استضافة الفلسطينيين في كل موسم حج بأولوية خاصة، تعكس التزام المملكة الديني والأخلاقي تجاه قضية العرب والمسلمين الأولى.

وتسهم هذه المبادرة في التخفيف من الأعباء المالية والمعنوية التي يواجهها الفلسطينيون في ظل الاحتلال والقيود المفروضة، حيث تشمل الاستضافة كامل التكاليف، بدءًا من إصدار التأشيرات، مرورًا بالإقامة والتنقل والخدمات الطبية، وانتهاءً بأداء المناسك ضمن تنظيم دقيق ورعاية مستمرة من لحظة وصولهم إلى المملكة حتى مغادرتهم بعد إتمام المناسك، كما ترافق الحملة تغطية إعلامية ورسائل توعوية تبرز الدور الإنساني والديني للمملكة.

وقد لقي هذا القرار الملكي إشادة واسعة من الأوساط الفلسطينية، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، حيث عبّرت شخصيات دينية ووطنية عن تقديرها الكبير للمملكة قيادة وشعبًا، مؤكدين أن هذه المبادرة ليست بغريبة على أرض الحرمين، التي ما فتئت تقدم كل ما يمكن لتعزيز صمود الفلسطينيين ودعم حقوقهم، وأشار عدد من أهالي الشهداء إلى أن هذه اللفتة خففت عنهم معاناة الفقد، ومنحتهم فرصة لتحقيق حلم طال انتظاره في أداء فريضة الحج.

ويأتي هذا التوجيه الكريم في وقت يواجه فيه الفلسطينيون أوضاعًا إنسانية صعبة، لا سيما في قطاع غزة، حيث الحصار المستمر والظروف المعيشية القاسية، ويُعد السماح لذوي الشهداء من هناك بأداء الحج فرصة إنسانية نادرة قد لا تتحقق بسهولة في ظل الإغلاق والمعابر المقيدة، وتؤكد المملكة من خلال هذه المبادرة على أن أبواب الحرمين مفتوحة دومًا للمستضعفين من المسلمين، وأنها لن تدّخر جهدًا في تسهيل وصولهم إلى بيت الله الحرام، مهما كانت التحديات.