وزير الخارجية
وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا من نظيرته النمساوية لبحث العلاقات الثنائية
كتب بواسطة: محمد سميح |

في إطار تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتكثيف التنسيق الثنائي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا الاتحادية، تلقى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية، اتصالًا هاتفيًا اليوم من معالي السيدة بياته ماينل رايزنجر، وزيرة خارجية جمهورية النمسا الاتحادية.

وجرى خلال الاتصال مناقشة سبل دعم العلاقات الثنائية وتطويرها على مختلف الأصعدة، لاسيما في ضوء المصالح المشتركة التي تربط البلدين، والتاريخ الطويل من التعاون الدبلوماسي البنّاء الذي يجمع الرياض وفيينا في العديد من المجالات، وقد أكد الجانبان على أهمية مواصلة التنسيق بين وزارتي الخارجية لتعزيز أطر التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

كما تبادل الوزيران وجهات النظر حيال أبرز المستجدات الإقليمية والدولية، حيث استعرض الطرفان تطورات الأوضاع الجيوسياسية الراهنة في عدد من مناطق العالم، وخصوصًا في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، مؤكدين أهمية العمل المشترك لضمان الأمن والاستقرار الإقليميين، واحترام القانون الدولي، ودعم الجهود الرامية إلى التهدئة وتسوية النزاعات بالطرق السلمية.

وتطرق الاتصال إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأوضاع الإنسانية في مناطق النزاع، وسبل التنسيق لتعزيز العمل الإنساني والإغاثي، إلى جانب التأكيد على دعم المساعي الدولية الرامية إلى إحلال السلام الشامل والعادل في مختلف أنحاء العالم.

وقد نوّهت وزيرة الخارجية النمساوية خلال الاتصال بأهمية الدور الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية إقليميًا ودوليًا، سواء من خلال مشاركاتها في المحافل الدولية، أو من خلال مبادراتها الهادفة إلى إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة، معربة عن تطلع بلادها إلى مزيد من التعاون الاستراتيجي مع المملكة في القضايا ذات الاهتمام المشترك.

بدوره، أكد سمو وزير الخارجية حرص المملكة على مواصلة تعزيز العلاقات مع جمهورية النمسا الاتحادية، في إطار ما تشهده العلاقات بين البلدين من نمو وتطور مستمرين، لاسيما في ظل التحديات الدولية الراهنة التي تتطلب المزيد من التنسيق والتعاون بين الدول الصديقة.

ويأتي هذا الاتصال في سياق دبلوماسي نشط تشهده وزارة الخارجية السعودية، في ظل التوجيهات السامية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لتعزيز علاقات المملكة مع شركائها الدوليين، والعمل على دفع أطر التعاون السياسي والدبلوماسي بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ومن المقرر أن تشهد المرحلة المقبلة تنسيقًا أوسع بين الرياض وفيينا، لا سيما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، مع الاهتمام المتزايد من الجانبين بتوسيع الشراكات التجارية والصناعية، وتعزيز فرص التعاون في مجالات الطاقة، والابتكار، والتنمية المستدامة، والتعليم والتبادل الثقافي، بما يعكس تطلعات البلدين لبناء علاقات أكثر شمولية وتكاملًا.

كما يُتوقع أن يشهد التعاون الثنائي تطورًا ملحوظًا في الملفات المرتبطة بمكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز التفاهم بين الحضارات، وهي مجالات تحظى باهتمام مشترك من قبل القيادة السعودية والنمساوية، وتُعد من مرتكزات السياسة الخارجية لكلا البلدين.

ويجسد هذا الاتصال الهاتفي استمرار النهج السعودي في تبني دبلوماسية نشطة قائمة على الحوار والانفتاح والتفاعل البناء مع مختلف دول العالم، بما يعزز موقع المملكة كفاعل دولي مؤثر، وشريك موثوق في معالجة التحديات العالمية، والتصدي لمختلف أشكال الأزمات.

ختامًا، فإن المباحثات الهاتفية بين سمو وزير الخارجية ومعالي وزيرة خارجية النمسا، تُعد محطة مهمة في مسار تعزيز العلاقات بين الرياض وفيينا، وهي خطوة تندرج في إطار الجهود المتواصلة لرفع مستوى التنسيق والتعاون بين البلدين الصديقين، على قاعدة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.