بدأت أمانة منطقة الرياض في استقبال طلبات التسجيل لحجز المواقع الموسمية المخصصة لبيع الأضاحي خلال موسم عيد الأضحى المبارك لعام 1446 هـ، وذلك ضمن إطار استعداداتها المبكرة لتنظيم الأسواق وضمان تيسير عمليات البيع والشراء بطريقة منظمة وآمنة تلبي احتياجات السكان والزوار خلال هذه الفترة الدينية المهمة.
وتأتي هذه الخطوة كجزء من خطة شاملة وضعتها الأمانة لتنظيم بيع الأضاحي في العاصمة، تهدف من خلالها إلى تحقيق عدد من الأهداف الرئيسية، أبرزها الحفاظ على الصحة العامة، ومنع العشوائية في عمليات البيع، وتقديم بيئة مناسبة للتجار والمستهلكين على حد سواء، كما تسعى أمانة الرياض إلى تنظيم حركة السوق في مواقع مختارة بعناية تراعي الكثافة السكانية وسهولة الوصول.
وقد دعت الأمانة الراغبين في الاستفادة من هذه الخدمة إلى التقديم عبر البوابة الإلكترونية الرسمية، مشيرة إلى أن عملية الحجز متاحة لفئات متعددة، منها الأفراد، والمؤسسات، والشركات المتخصصة في بيع الماشية، وأكدت الأمانة أن المواقع التي سيتم تخصيصها للبيع الموسمي للأضاحي خضعت لمعايير دقيقة، تتضمن توفر الخدمات الأساسية كالكهرباء، والنظافة، وإمكانية الوصول السلس للمركبات والمشاة، بالإضافة إلى ضمان عدم التسبب في أي إزعاج أو ازدحام للمناطق المحيطة.
وفي بيانها الرسمي، أكدت أمانة منطقة الرياض أن عملية التقديم إلكترونية بالكامل، وستخضع لمعايير الفرز والمفاضلة بحسب الأسبقية، مع منح الأولوية للجهات الملتزمة بالاشتراطات البيئية والصحية والسلامة العامة، وبيّنت أن هناك آليات رقابة ومتابعة ستُطبق طوال فترة تشغيل الأسواق، بهدف ضمان التزام البائعين بالتعليمات وتقديم خدماتهم ضمن أعلى معايير الجودة والنظافة.
كما أوضحت الأمانة أن مواقع البيع سيتم توزيعها على مختلف أحياء الرياض، بما يضمن تغطية احتياجات جميع السكان دون الحاجة إلى التنقل لمسافات طويلة، مع الحرص على عدم تركيز النشاط في نقاط محددة لتفادي الازدحام والتأثير على الحركة المرورية، وتم التنسيق مع الجهات الأمنية والمرورية لضمان انسيابية حركة السير في محيط تلك المواقع.
وتحرص أمانة الرياض على تطوير تجربة شراء الأضاحي كل عام، من خلال تقديم بدائل حديثة للبيع التقليدي، مثل الأسواق النموذجية والمسالخ المتنقلة، وتشجيع المنصات الإلكترونية المتخصصة في حجز الأضاحي وتوصيلها للمنازل، وذلك ضمن توجهات التحول الرقمي التي تتبناها المدينة لتحسين جودة الحياة والخدمات المقدمة للسكان.
وفي هذا السياق، شددت الأمانة على ضرورة التزام المتقدمين بالشروط العامة، والتي تشمل تقديم وثائق نظامية، وتوفير عدد كافٍ من العمالة المدربة، والالتزام بمواعيد العمل المحددة، وضمان التعامل الإنساني مع الأضاحي وفق ما تقتضيه تعاليم الشريعة الإسلامية ومعايير الرفق بالحيوان، كما أهابت بالمواطنين والمقيمين عدم التعامل مع الباعة الجائلين أو المواقع العشوائية التي لم تحصل على تراخيص رسمية.
من جانبهم، أعرب عدد من تجار المواشي وممثلي الجمعيات التعاونية عن ارتياحهم لإجراءات التنظيم المعلنة، مؤكدين أن آلية الحجز الإلكتروني تسهم في تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص، وتقلل من الفوضى التي قد تصاحب المواسم السابقة، مشيرين إلى أهمية هذه الخطوة في حماية صحة المجتمع وتنظيم العمل التجاري بشكل حضاري.
ويُعد موسم بيع الأضاحي من أكثر المواسم نشاطًا في قطاع التجزئة والزراعة والبيع المباشر، ويتطلب تجهيزات مسبقة وجهودًا تنسيقية بين مختلف الجهات الحكومية والخدمية، وتسعى أمانة الرياض من خلال هذا التنظيم إلى تحقيق توازن بين متطلبات السوق وحاجة المستهلكين، ضمن منظومة عمل متكاملة تضع صحة المواطن والمقيم وراحته في المقام الأول.