أحرز الجيش السوداني تقدمًا ميدانيًا كبيرًا في ولاية الخرطوم بعد سيطرته على ضاحية "الصالحة" الواقعة جنوب مدينة أم درمان، والتي كانت تُعد آخر معاقل قوات الدعم السريع في العاصمة، ما يضع نهاية وشيكة لمرحلة دامية من المعارك المستمرة منذ أكثر من عام بين الطرفين المتنازعين على السلطة في البلاد.

شهدت مدينة أم درمان صباح اليوم الثلاثاء دوي انفجارات عنيفة وتصاعدًا لأعمدة الدخان من محيط كلية التربية بجامعة الخرطوم، بحسب ما أفادت به مراسلة قناتي "العربية" و"الحدث"، في وقت واصلت فيه قوات الجيش عملياتها العسكرية المكثفة على محاور القتال بجنوب وغرب أم درمان، حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، أن قواتهم باتت على وشك إعلان السيطرة الكاملة على ولاية الخرطوم.

وخاضت وحدات الجيش معارك عنيفة مع عناصر الدعم السريع داخل ضاحية الصالحة، وتمكنت من استعادة مواقع استراتيجية شملت محطة "ود بكراوي"، ومنطقة "القيعة"، إضافة إلى السوق الرئيسي للضاحية، كما استولت على معسكر تابع للدعم السريع كان يُعد آخر قاعدة عسكرية لهذه القوات في الولاية، ما يمثل ضربة قاصمة للتمرد المسلح داخل العاصمة.

وأكد شهود عيان ومصادر محلية لموقع "سودن تربيون" أن الجيش فرض سيطرته على كامل الضاحية بعد اشتباكات ضارية استمرت لساعات، بينما بثت القوات المسلحة مقاطع مصورة لعناصرها داخل مقرات قوات الدعم السريع وفي شوارع الصالحة، في خطوة دعائية تؤكد تقدمها ونجاح عملياتها الميدانية.

ويأتي هذا التطور في ظل استمرار المعركة المفتوحة بين الجيش والدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023، حيث تسببت الحرب في تدمير واسع النطاق للبنية التحتية ونزوح ملايين السكان، كما فشلت المبادرات الإقليمية والدولية حتى الآن في الوصول إلى تسوية سياسية توقف نزيف الدم، إلا أن التقدم الأخير للجيش قد يعيد رسم خريطة السيطرة ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الحسم أو المفاوضات.