أطلقت الهيئة العامة للغذاء والدواء حملة توعوية رقمية مهمة تهدف إلى تعزيز الوعي لدى أفراد المجتمع بالاستخدام الآمن للأجهزة والمستلزمات الطبية المنزلية، وذلك في إطار جهودها المستمرة لتطوير الصحة العامة ودعم إستراتيجيتها الوطنية الرابعة.
تأتي هذه الحملة لتعكس حرص الهيئة على رفع مستوى المعرفة بين المواطنين والمقيمين حول أهمية التعامل السليم مع هذه الأجهزة، التي باتت جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين، خاصة في ظل تزايد الاعتماد عليها في المنازل لتقديم الرعاية الصحية الأولية والمتابعة الطبية.
تُعنى الحملة بإيصال رسائل توعوية وإرشادات عملية عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي والوسائط الرقمية، لضمان وصول المعلومات الحيوية إلى جميع شرائح المجتمع بشكل فعال ومباشر.
وتسعى الهيئة من خلال هذه الخطوة إلى تسليط الضوء على ضرورة التأكد من شراء الأجهزة الطبية المنزلية من منشآت مرخصة، تقدم خدمات الضمان والصيانة ما بعد البيع، بالإضافة إلى ضرورة التحقق من أن هذه الأجهزة حاصلة على التراخيص وشهادات التسويق الرسمية التي تضمن سلامتها وجودتها.
وتعتبر استشارة الممارس الصحي المختص من الركائز الأساسية التي تؤكد عليها الهيئة، حيث تنصح الجميع بضرورة اختيار النوع الأنسب للحالة المرضية لكل مستخدم، فضلاً عن الاطلاع الكامل على التعليمات الخاصة بالاستخدام والعناية بهذه الأجهزة، والحصول على التدريب اللازم قبل الشراء عند الحاجة.
كما تحث الهيئة على الالتزام بعمليات المعايرة الدورية والصيانة المنتظمة لضمان دقة وسلامة الأجهزة، وهو ما يسهم بشكل كبير في تحسين النتائج الصحية وتقليل المخاطر المحتملة.
وتقدم الهيئة ضمن الحملة عدة إرشادات عامة، منها التأكد من وجود تعليمات الاستخدام باللغتين العربية والإنجليزية مع المحافظة على فاتورة الشراء كوثيقة هامة للضمان والخدمات المستقبلية.
كما تحذر من إبقاء هذه الأجهزة في متناول الأطفال أو الحيوانات الأليفة، تجنبًا لأي عبث قد يؤدي إلى تغيير الإعدادات أو تعطل الأسلاك الكهربائية، مما قد يشكل خطراً على السلامة العامة.
وفي جانب هام من الحملة، دعت الهيئة جميع المستخدمين إلى الإبلاغ الفوري عن أي مشكلات أو حوادث مرتبطة باستخدام هذه الأجهزة أو المستلزمات الطبية المنزلية.
يمكن الإبلاغ عبر المركز الوطني لبلاغات الأجهزة والمستلزمات الطبية من خلال الرابط الإلكتروني المخصص أو الاتصال بالرقم الموحد 19999، حيث يتلقى المركز هذه البلاغات ويتابعها بدقة لضمان سرعة التعامل مع أي خطر محتمل، وبالتالي حماية الصحة العامة.
يأتي إطلاق هذه الحملة في وقت يشهد فيه العالم اهتمامًا متزايدًا بالصحة المنزلية والاعتماد على الأجهزة الطبية المنزلية التي تسهل متابعة الحالات الصحية المزمنة والطارئة، مما يجعل توعية المجتمع بشأن الاستخدام السليم لهذه الأدوات ضرورة ملحة.
وتؤكد الهيئة العامة للغذاء والدواء أن الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه الأجهزة لا يقتصر فقط على حماية المستخدمين من المخاطر الصحية المباشرة، بل يسهم أيضًا في الحد من الأعباء على المنشآت الصحية، من خلال تقليل الحالات الطارئة الناتجة عن سوء الاستخدام أو الأعطال الفنية.
وكانت الهيئة قد أصدرت مؤخرًا دليلًا توعويًا شاملاً يتضمن قائمة بأبرز الأجهزة والمستلزمات الطبية المنزلية المستخدمة، إضافة إلى معلومات تفصيلية وإرشادات متكاملة تساعد المستخدم على التعامل الأمثل مع هذه الأجهزة، مما يعكس التزام الهيئة المستمر برفع كفاءة الخدمات الصحية وتعزيز ثقافة السلامة الصحية بين أفراد المجتمع.
وفي ظل الاهتمام المتزايد من الجهات الرسمية والمجتمعية بهذه القضية، تعد الحملة خطوة نوعية تعزز من الشراكة بين الهيئة وأفراد المجتمع لضمان بيئة صحية آمنة ومناسبة للجميع.
كما تؤكد الهيئة حرصها على متابعة التطورات وإطلاق المزيد من المبادرات التوعوية التي تستهدف مختلف جوانب الصحة العامة، لتكون المملكة في مقدمة الدول التي تعزز صحة مواطنيها ومقيميها من خلال التوعية والمعرفة.
تبقى رسالة الهيئة واضحة، وهي أن الاستخدام الآمن والواعي للأجهزة والمستلزمات الطبية المنزلية ينعكس إيجابًا على صحة الفرد والأسرة والمجتمع ككل، ويجب أن يكون مصحوبًا بالوعي الكامل والإجراءات الاحترازية التي تحافظ على سلامة الجميع، وخصوصًا الفئات الأكثر عرضة للخطر، كالأطفال وكبار السن وذوي الحالات الصحية الخاصة.
ولهذا، فإن المشاركة الفعالة من قبل كل فرد في تطبيق هذه الإرشادات والحرص على نقلها تساهم بشكل كبير في حماية المجتمع من المخاطر الصحية المحتملة.
إن الحملة لا تهدف فقط إلى توعية الجمهور، بل ترمي أيضًا إلى بناء ثقافة مستدامة تُعزز من مفهوم السلامة الصحية، وتؤسس لوعي دائم يُساعد في الوقاية من الأخطاء التي قد تؤدي إلى مضاعفات صحية غير مرغوبة.
ولهذا، تحث الهيئة الجميع على المشاركة الفعالة في الحملة، والالتزام بالتعليمات والإرشادات التي تقدمها، لما فيه مصلحة الفرد والأسرة والمجتمع ككل.
