يواصل نادي الهلال السعودي سعيه الحثيث لتعزيز صفوفه بلاعبين عالميين استعدادًا للمشاركة في كأس العالم للأندية 2025، حيث وضع نصب عينيه التعاقد مع النجم البرتغالي برونو فيرنانديز، قائد مانشستر يونايتد، ويأتي هذا الاهتمام في إطار استراتيجية النادي لجذب أسماء لامعة ترفع من مكانته على الساحة الدولية، خاصة بعد فشل محاولته السابقة لضم المصري محمد صلاح.

الهلال، المدعوم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، أبدى استعداده لتقديم عرض مالي ضخم لضم فيرنانديز، يتضمن عقدًا لمدة ثلاث سنوات براتب سنوي يصل إلى 65 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل أربعة أضعاف راتبه الحالي في مانشستر يونايتد، كما تشير التقارير إلى أن الهلال مستعد لدفع رسوم انتقال قد تتجاوز 120 مليون جنيه إسترليني، مما يجعله عرضًا قياسيًا في تاريخ الانتقالات البريطانية.

من جانبه، يتمسك مانشستر يونايتد بلاعبه البرتغالي، حيث يعتبره جزءًا أساسيًا من خططه المستقبلية تحت قيادة المدرب روبن أموريم، وقد أكد أموريم في تصريحات سابقة أن فيرنانديز "ليس للبيع" وأنه عنصر لا غنى عنه في مشروع إعادة بناء الفريق، ويُذكر أن فيرنانديز سجل 19 هدفًا وقدم 18 تمريرة حاسمة في الموسم الحالي، مما يعكس أهميته في تشكيلة الفريق.

العقبة الرئيسية أمام إتمام الصفقة تكمن في رغبة فيرنانديز نفسه، حيث لم يُبدِ حتى الآن أي نية للرحيل عن أولد ترافورد، وبحسب مصادر مقربة، فإن اللاعب يفضل البقاء في أوروبا على الأقل حتى نهاية كأس العالم 2026، مما يجعل من الصعب على الهلال إقناعه بالانتقال إلى الدوري السعودي في الوقت الراهن.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه الهلال تحديات أخرى، منها ضرورة التفاوض مع مانشستر يونايتد الذي لا يرغب في بيع قائده، خاصة في ظل الأداء المتذبذب للفريق هذا الموسم والحاجة إلى الحفاظ على العناصر الأساسية لتحقيق الاستقرار والنجاح في المستقبل.

على الرغم من هذه التحديات، لا يزال الهلال يواصل محاولاته لإقناع فيرنانديز بالانضمام إلى صفوفه، مستفيدًا من القوة المالية الكبيرة التي يتمتع بها، والتي سبق أن مكنته من ضم نجوم كبار مثل نيمار وروبن نيفيز، ويأمل النادي في أن ينجح في إتمام الصفقة قبل انطلاق كأس العالم للأندية في يونيو المقبل.

في المقابل، يرى العديد من المحللين أن انتقال فيرنانديز إلى الهلال في هذا التوقيت قد لا يكون الخيار الأمثل له، خاصة وأنه لا يزال في قمة عطائه الكروي ويطمح لتحقيق المزيد من الإنجازات في أوروبا، كما أن انتقاله إلى الدوري السعودي قد يؤثر على فرصه في المشاركة مع المنتخب البرتغالي في البطولات الكبرى.

في النهاية، تبقى صفقة انتقال برونو فيرنانديز إلى الهلال معلقة على عدة عوامل، أبرزها موقف اللاعب نفسه وإصرار مانشستر يونايتد على الاحتفاظ به، ومع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية، ستتضح الصورة أكثر بشأن مستقبل هذا النجم البرتغالي وما إذا كان سيبقى في أولد ترافورد أم سيخوض تحديًا جديدًا في الدوري السعودي.