خادم الحرمين
خادم الحرمين: السعودية تستضيف 1300 حاج من 100 دولة في حج 1446هـ
كتب بواسطة: محمد الخوري |

وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بتنفيذ مبادرة كريمة لاستضافة 1300 حاج وحاجة من مئة دولة مختلفة من مختلف أنحاء العالم، لأداء مناسك الحج لهذا العام 1446هـ، وذلك في إطار برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تتولى تنفيذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وتُعد هذه المبادرة امتدادًا لما دأبت عليه المملكة العربية السعودية من حرص واهتمام بالغين بخدمة الإسلام والمسلمين، وتعزيز أواصر الأخوة بين شعوب العالم الإسلامي، وإظهار الوجه المشرق للمملكة في ميدان العمل الإسلامي والإنساني العالمي.

وفي هذا السياق، عبّر معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، المشرف العام على البرنامج، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، عن عظيم امتنانه ووافر شكره لخادم الحرمين الشريفين، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – على هذه اللفتة الملكية النبيلة التي تعكس مدى حرص القيادة الرشيدة على تلمّس حاجات المسلمين في شتى بقاع الأرض، والارتقاء بالخدمات المقدمة لهم، خصوصًا في الشعائر الدينية الكبرى التي تحظى بعناية خاصة من القيادة الحكيمة.

وأشار معالي الوزير إلى أن توجيه خادم الحرمين الشريفين بهذا الشأن، جاء ليُجسد أحد أبرز معاني الريادة السعودية في قيادة العالم الإسلامي، والتزام المملكة بثوابتها الدينية التي ترتكز على خدمة الإسلام، وتحقيق تطلعات المسلمين، وخصوصًا فيما يتعلق بأداء فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، والتي تحرص المملكة دومًا على أن تُيسر أدائها وتُعين المسلمين عليها من خلال منظومة خدمات متميزة تراعي روحانية الشعيرة وظروف ضيوف الرحمن.

وأوضح أن الوزارة، ومنذ لحظة صدور التوجيه الكريم، شرعت في تسخير كافة طاقاتها وإمكاناتها البشرية واللوجستية لوضع خطة تنفيذية شاملة ومحكمة لتوفير أفضل مستويات الرعاية لضيوف خادم الحرمين الشريفين، وتهدف هذه الخطة إلى تقديم تجربة إيمانية وروحية متكاملة، تتضمن برامج دينية مكثفة، ولقاءات علمية مع نخبة من العلماء والدعاة، إلى جانب ندوات ومحاضرات ثقافية وفكرية تسهم في تعميق الفهم الصحيح للدين الإسلامي وتعزز قيم التسامح والاعتدال، فضلاً عن تنظيم زيارات ميدانية إلى المواقع الإسلامية والتاريخية البارزة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، لتمكين الضيوف من التفاعل مع الإرث الحضاري والروحي للحرمين الشريفين.

وبيّن معالي الوزير أن هذه الاستضافة المباركة تأتي ضمن إطار مبادرات المملكة الإنسانية والدينية الكبرى، حيث يُعد برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين واحدًا من أبرز البرامج النوعية التي تُجسد حرص المملكة على بناء جسور التواصل والتعارف بين الشعوب الإسلامية، وتُعزز من التقارب بين القيادات الدينية والفكرية والعلمية، بما يخدم وحدة الصف الإسلامي ويُسهم في تكريس الاعتدال ومحاربة التطرف.

وأشار إلى أن هذا البرنامج المبارك قد حقق، منذ انطلاقه في عام 1417هـ، نجاحات كبيرة على المستوى الدولي، إذ استضاف على مدار السنوات الماضية نحو 65 ألف حاج وحاجة يمثلون أكثر من 140 دولة من مختلف القارات، وقد نُفذت من خلاله منظومة متكاملة من الخدمات، شملت توفير الإعاشة والسكن والنقل والرعاية الصحية والإرشاد الديني، بالإضافة إلى الدعم الثقافي والتوجيهي، وذلك بدءًا من لحظة اختيار الضيف وحتى انتهاء مناسك الحج وعودته إلى بلاده سالمًا غانمًا.

ولفت الوزير إلى أن المملكة تتعامل مع هذا البرنامج بروح المسؤولية الدينية والإنسانية، وترى فيه ترجمة عملية لرؤيتها الوطنية الطموحة 2030، التي تؤكد في أحد أبعادها المهمة على تعميق البُعد الإسلامي وتعزيز العمل الإنساني العالمي للمملكة، وأشار إلى أن هذا البرنامج لا يُعزز فقط من مكانة المملكة على الصعيد الديني والسياسي، بل يؤكد أيضًا قدرتها على إدارة الحشود وتنظيم الفعاليات الكبرى بكفاءة عالية، ضمن إطار من الضيافة الرفيعة والخدمات المتقدمة التي تليق بمكانة الحرمين الشريفين.

وختم الوزير تصريحه بالدعاء بأن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، وأن يجزيهما خير الجزاء على ما يقدمانه من دعم كبير ومواقف مشرفة في خدمة الإسلام والمسلمين، وأن يُديم على المملكة أمنها واستقرارها وريادتها في مختلف المجالات، وأن يوفق القائمين على تنفيذ البرنامج لتحقيق أهدافه النبيلة، بما ينعكس خيرًا وبركة على الأمة الإسلامية جمعاء.