في إطار استعدادات المملكة الشاملة لموسم حج هذا العام 1446هـ، نفّذت وزارة الصناعة والثروة المعدنية، ممثلة في وكالة الخدمات والامتثال الصناعي، أكثر من 100 زيارة ميدانية للمنشآت الصناعية الواقعة في منطقة مكة المكرمة، بهدف التأكد من جاهزيتها لتلبية احتياجات ضيوف الرحمن، وضمان استقرار سلاسل الإمداد المتعلقة بالمنتجات الغذائية والاستهلاكية، التي تشهد طلبًا متزايدًا خلال موسم الحج.

وتركزت هذه الزيارات الرقابية على التحقق من مدى التزام المصانع بمعايير الجودة والاشتراطات المعتمدة، وضمان استمرارية عمليات الإنتاج بشكل منتظم، خاصة للسلع الحيوية مثل منتجات الإعاشة والمياه والمواد الغذائية الأساسية، بما يضمن توافرها بالكميات المناسبة وفي الوقت المناسب، مع الحفاظ على أعلى مستويات السلامة والجودة.

وأكد وكيل الوزارة للخدمات والامتثال الصناعي، الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله البشر، أن هذه الجولات التفتيشية شملت أيضًا التأكد من كفاءة خطوط الإنتاج، وتوافر المواد الأولية، ومتابعة المخزون الاستراتيجي، مشيرًا إلى أن فرق العمل الميدانية رصدت سير العمليات التشغيلية بشكل مستقر، مع وجود استجابة فاعلة من المنشآت الصناعية في تلبية متطلبات الموسم وتجاوز التحديات المحتملة.

وأوضح البشر أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بتفعيل دور المصانع الصغيرة والمتوسطة، وكذلك المنشآت الصناعية غير الربحية، لما لها من أثر مهم في دعم سلاسل الإمداد الغذائية الوطنية، وتعزيز مرونة السوق، واستقرار أسعار السلع، بما يعكس التكامل بين مختلف مكونات القطاع الصناعي في المملكة.

وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من الإجراءات الرقابية والتنسيقية التي تنفذها وزارة الصناعة والثروة المعدنية، بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، من أجل ضمان جاهزية المصانع في مكة المكرمة والمناطق المجاورة، وتكامل جهود منظومة الصناعة والتعدين في دعم القطاعات الحيوية خلال الموسم.

ويعكس هذا التحرك الميداني الدور المحوري للوزارة في مراقبة الأداء الصناعي خلال فترات الذروة، وحرصها على تعزيز الشفافية والامتثال لمتطلبات الجودة، بما يرسّخ الثقة بالمنتجات المحلية، ويعزز قدرة المصانع السعودية على خدمة ضيوف الرحمن بفعالية وكفاءة.

كما يأتي هذا ضمن نهج الوزارة في تفعيل دورها الإشرافي، وتحفيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لتوفير بيئة صناعية مرنة تستجيب لمتغيرات الطلب الموسمي، وتسهم في تحقيق أهداف الاستدامة، والتنمية الاقتصادية، والارتقاء بتجربة الحاج من خلال توفير كل ما يلزم من منتجات وخدمات بمستوى يليق بمكانة المملكة كمضيف للحجاج.

ومن المتوقع أن تواصل الوزارة هذه الزيارات الميدانية خلال الفترة المقبلة، تزامنًا مع تصاعد وتيرة استعدادات موسم الحج، لضمان الاستعداد الكامل وتذليل أي عقبات محتملة، في إطار متابعة مستمرة للأداء الصناعي وتحقيق التوازن في الأسواق.