في إطار استعداداتها لموسم الحج، شددت وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية على ضرورة الحذر من الوقوع ضحية لحملات الحج الوهمية والمكاتب غير المرخصة، مؤكدة أن تلك الجهات تسعى إلى استغلال رغبة المواطنين والمقيمين في أداء المناسك، من خلال الترويج لعروض مضللة عبر مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
الوزارة أصدرت تحذيرًا واضحًا أكدت فيه أن أي إعلان لحملات أو خدمات حج لا يصدر من القنوات الرسمية المعتمدة، فهو إعلان مشبوه يحتمل أن يكون ضمن محاولات احتيالية تهدف إلى استدراج الراغبين في الحج وخداعهم ماليًا وتنظيميًا.
وأكدت وزارة الداخلية أن هذه الممارسات تشكل انتهاكًا صريحًا لأنظمة وتعليمات الحج، والتي تم وضعها لضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن، وتيسير أدائهم للمناسك في بيئة منظمة وآمنة.
وفي هذا السياق، دعت الوزارة المواطنين والمقيمين إلى عدم الانسياق خلف الإعلانات المشبوهة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي أو بعض المواقع الإلكترونية غير الرسمية، مؤكدة أن التسجيل في حملات الحج يجب أن يتم فقط من خلال المنصات والجهات المرخصة المعتمدة من وزارة الحج والعمرة.
التحذير يأتي في وقت يتزايد فيه الإقبال على التسجيل لموسم الحج، وهو ما يدفع بعض المحتالين لاستغلال هذه الفترة لترويج خدمات زائفة أو وعود لا أساس لها من الصحة.
وأوضحت الوزارة أن بعض المكاتب المخالفة تقوم باستخدام شعارات رسمية أو صور من مواسم سابقة للإيحاء بأنها جهات معتمدة، مشيرة إلى أن مثل هذه الأساليب الخادعة قد تعرض الحاج إلى فقدان أمواله، بل وقد تحرمه من أداء الشعيرة في حال انكشاف المخالفة قبل وصوله للمشاعر المقدسة.
وفي الوقت ذاته، أهابت وزارة الداخلية بجميع المواطنين والمقيمين الالتزام التام بالتعليمات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة، خاصة أن موسم الحج يتطلب أعلى درجات التنسيق والتنظيم لضمان انسيابية الحشود والحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن.
وقالت الوزارة في بيانها إن هذه الإجراءات لا تهدف فقط إلى التنظيم، بل هي ركيزة أساسية في نجاح خطة الحج السنوية التي تعتمدها الدولة بكافة أجهزتها.
كما شددت الوزارة على أهمية المبادرة في التبليغ عن أي مكتب أو جهة يشتبه في تورطها بتقديم حملات وهمية أو خدمات غير مرخصة.
وأوضحت أن الإبلاغ عن هذه المخالفات يمثل مسؤولية وطنية وأخلاقية، تسهم في حماية المجتمع من الوقوع في فخاخ النصب، وتعزز من نجاح الخطط التنظيمية لموسم الحج.
ويُعد هذا التحذير امتدادًا لجهود وزارة الداخلية المتواصلة في رفع الوعي الأمني والتنظيمي لدى الجمهور، خاصة في ظل ما يشهده موسم الحج من تحديات تتعلق بالكثافة العددية والحاجة إلى الانضباط الكامل في تطبيق الأنظمة.
وتشير الإحصائيات إلى أن المواسم الماضية شهدت ضبط عدد من الحملات والمكاتب الوهمية التي كانت تسعى لاستغلال الحجاج، ما يؤكد أهمية تكرار التحذير سنويًا، ورفع درجة اليقظة.
وتواصل الجهات الأمنية والرقابية التنسيق مع وزارة الحج والعمرة لرصد أي تحركات أو حملات مخالفة، إضافة إلى تعزيز حضورها الميداني لضبط أي جهة غير نظامية قبل أن تتسبب في إرباك موسم الحج أو الإضرار بالحجاج.
كما تعمل المنصات الرسمية على توعية الراغبين في الحج بالخطوات الصحيحة للتسجيل، وأسماء الجهات المرخصة المعتمدة، لتجنب الوقوع في الاحتيال.
وفي ختام البيان، أكدت وزارة الداخلية أن الدولة لن تتهاون مع المخالفين، وأن كل من يثبت تورطه في تنظيم حملات وهمية أو خداع الحجاج سيُحال إلى الجهات العدلية، ويواجه العقوبات الرادعة، وفقًا للأنظمة المعمول بها.
وشددت على أن الالتزام والوعي هما الضمانة الحقيقية لحج آمن وميسر، يليق بمكانة المملكة وجهودها في خدمة ضيوف الرحمن.