حج 1446
مرشد كفيف يخدم الحجاج منذ 25 عامًا… قصة إلهام من الأراضي المقدسة
كتب بواسطة: سوسن البازل |

عرض حساب "العربية السعودية" تقريرًا مصورًا لاقى تفاعلًا واسعًا، تناول قصة إنسانية ملهمة لمرشد حج كفيف من الأردن، يعمل في خدمة ضيوف الرحمن منذ أكثر من 25 عامًا دون انقطاع.

المرشد، الذي فقد بصره لكنه لم يفقد بصيرته ولا عزيمته، جسد نموذجًا فريدًا في الإصرار والإيمان، بعدما وهب حياته لخدمة حجاج بيت الله الحرام من أبناء بلده، في رحلة روحانية تتكرر كل عام، مليئة بالعطاء والإرشاد والدعاء.

وفي التقرير، تحدث المرشد الذي يعمل مع حملات الحج الأردنية بثقة وعفوية، موضحًا أنه حاصل على درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة مؤتة بمحافظة الكرك، إحدى أعرق الجامعات الأردنية.

وأكد أنه يشغل وظيفة رسمية في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، حيث يكرس خبرته الدينية والعلمية لخدمة الحجاج، ونقل المعرفة والطمأنينة إليهم أثناء أدائهم للمناسك.

وعلى الرغم من إعاقته البصرية، أوضح المرشد أنه لا يواجه صعوبات خلال عمله الميداني، مؤكدًا أن التجربة الطويلة التي اكتسبها خلال أكثر من عقدين، مكّنته من أداء مهامه بكفاءة عالية، لا تقل عن أي مرشد آخر.

وأكد أن المحيطين به من زملائه في الحملة، وكذلك الحجاج، يدعمونه بروح الفريق والتعاون، ما يعزز من قدرته على أداء واجبه الديني والوطني بكل اقتدار.

القصة أثارت مشاعر المتابعين الذين أشادوا بعزيمته وقدرته على تجاوز التحديات، واعتبروه قدوة حقيقية في العمل، وقوة الإرادة، والإخلاص في خدمة ضيوف الرحمن. كما تساءل البعض عن عدد من ذوي الهمم الذين يؤدون أدوارًا مماثلة في مواسم الحج والعمرة، مؤكدين أهمية تسليط الضوء على مثل هذه النماذج المشرفة التي تُثبت أن الإعاقة لا تقف حائلًا أمام الإبداع والنجاح.

ويأتي هذا التقرير ليجدد التأكيد على أن ميدان العمل الإنساني والديني لا يعرف حدودًا للإرادة، وأن خدمة الحجاج لا تقتصر على قدرات بدنية، بقدر ما تقوم على نوايا صادقة، وتجارب متراكمة، وروح إيمانية عالية، تمامًا كما هو حال هذا المرشد الكفيف، الذي لم تمنعه ظروفه من أن يكون رفيقًا للحجاج في رحلة العمر، وسندًا لهم في أدق تفاصيل المناسك.