أنقذت الفرق الإسعافية بهيئة الهلال الأحمر السعودي بمنطقة المدينة المنورة – بفضل الله – حياة حاج إندونيسي يبلغ من العمر 67 عامًا، بعد أن تعرض لتوقف مفاجئ في القلب والتنفس أثناء وجوده داخل المسجد النبوي الشريف، في واقعة تُجسد أعلى مستويات الجاهزية والسرعة الميدانية في التعامل مع الحالات الطارئة خلال موسم الحج.
وفي تفاصيل الواقعة، أوضح الدكتور أحمد بن علي الزهراني، المدير العام لفرع الهيئة بالمنطقة، أن مركز الترحيل الطبي تلقى بلاغًا عاجلًا عن حالة فقدان وعي داخل المسجد النبوي.
وعلى الفور، تم توجيه الفرق الإسعافية إلى الموقع، ليتم الوصول إلى الحالة خلال وقت قياسي بلغ دقيقتين وثماني ثوانٍ فقط، ما مكّن المسعفين من بدء إجراءات الإنقاذ دون أي تأخير.
وعند الوصول، كانت الحالة مستلقية على الأرض بلا نبض أو تنفس، وهو ما استدعى التدخل السريع عبر تطبيق بروتوكول الإنعاش القلبي الرئوي، الذي تم تنفيذه بكل دقة واحترافية من قبل الفريق الطبي الميداني، حيث نجح – بفضل الله – في إعادة النبض واستقرار المؤشرات الحيوية للحالة، قبل أن يتم نقلها إلى مستشفى السلام لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
وأشار الدكتور الزهراني إلى أن سرعة الاستجابة، وتطبيق الإجراءات الطبية المتقدمة، إضافة إلى التنسيق الفوري بين الجهات المعنية، كانت عوامل حاسمة في إنقاذ حياة الحاج، وهو ما يعكس مستوى الاستعداد والتأهب الذي تعمل به فرق الهلال الأحمر، خاصة في المناطق ذات الكثافة العالية، مثل المسجد النبوي.
ويأتي هذا الإنجاز ضمن سلسلة من الجهود اليومية التي تبذلها الهيئة خلال موسم الحج في إطار رسالتها الإنسانية والوطنية، التي تسعى من خلالها إلى تقديم أرقى مستويات الخدمة الإسعافية لضيوف الرحمن، وضمان وصول الدعم الطبي العاجل في اللحظة المناسبة، سواء داخل المشاعر المقدسة أو في المواقع الحيوية الكبرى.
ويُعد المسجد النبوي من أكثر المواقع التي تستدعي جاهزية ميدانية عالية نظرًا للأعداد الكبيرة من الزوار والحجاج الذين يرتادونه على مدار الساعة، وهو ما يتطلب حضورًا ميدانيًا دائمًا وتنسيقًا دقيقًا بين فرق الإسعاف وغرف العمليات المركزية.
وأكدت الهيئة، من جانبها، أن جميع فرقها في المنطقة تعمل على مدار الساعة، مدعومة بتقنيات متقدمة وكوادر بشرية مؤهلة، للتعامل مع أي طارئ طبي أو إنساني خلال موسم الحج، مشيرة إلى أن رفع جاهزية التمركزات الإسعافية وتوزيعها الاستراتيجي في محيط المسجد النبوي والمواقع الحيوية الأخرى يهدف لتقليص زمن الاستجابة ورفع فرص إنقاذ الحياة.
وتُعد هذه الحالة مثالًا حيًّا على أهمية التكامل بين التقنية الطبية الحديثة وكفاءة الكوادر الإسعافية، في تحقيق نتائج ميدانية استثنائية تسهم – بعون الله – في الحفاظ على أرواح ضيوف الرحمن، وتُرسّخ مكانة المملكة في تقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية والإنسانية خلال مواسم الحج والعمرة.