في خطوة تعكس العناية الفائقة التي توليها المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن، أطلقت الهيئة العامة للطرق مبادرة "خيمة الطريق" على طريق الهجرة الرابط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك بحضور معالي الرئيس التنفيذي للهيئة المهندس بدر بن عبدالله الدلامي.
وتأتي هذه المبادرة النوعية ضمن سلسلة من الجهود المتواصلة التي تهدف إلى توفير بيئة تنقل آمنة ومريحة للحجاج والمعتمرين، وتسهم في تعزيز جودة الخدمات المقدمة لهم أثناء موسم الحج.
وقد تم إنشاء "خيمة الطريق" كمحطة استراحة نموذجية ومكيفة، تتضمن جميع سبل الراحة والرفاهية التي قد يحتاجها المسافرون على هذا الطريق الحيوي، الذي يشهد كثافة مرورية عالية خلال موسم الحج.
وتُقدم الخيمة مجموعة من الخدمات المتكاملة، تشمل الوجبات الخفيفة، المشروبات الباردة، ومناطق للجلوس والاسترخاء، إضافة إلى مواد توعوية وإرشادية تركز على مفاهيم السلامة المرورية وطرق التنقل الآمن، ما يثري تجربة الزائرين ويعزز من مستوى الوعي المروري لديهم.
وخلال جولته الميدانية، اطلع المهندس بدر الدلامي على التجهيزات والخدمات المقدمة داخل الخيمة، مشيدًا بمستوى التنظيم والجاهزية، ومؤكدًا على أهمية استمرار تطوير مثل هذه المبادرات، بما يتماشى مع تطلعات المملكة في الارتقاء بخدمات البنية التحتية وتيسير تنقل ضيوف الرحمن.
وأشار معاليه إلى أن "خيمة الطريق" تمثل نموذجًا عمليًا لتكامل الجهود بين التقنية والخدمة، حيث ترتكز على توفير حلول عملية تواكب حجم الزوار وتنوع احتياجاتهم، دون الإخلال بمعايير الجودة والراحة.
وتأتي هذه المبادرة كجزء من أهداف الهيئة العامة للطرق الطموحة، الساعية لتحقيق مستهدفات إستراتيجية قطاع الطرق، من بينها الوصول إلى المرتبة السادسة عالميًا في مؤشر جودة الطرق بحلول عام 2030، وخفض معدل الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية إلى أقل من خمس حالات لكل 100 ألف نسمة.
كما تسعى الهيئة إلى تغطية شبكة الطرق الوطنية بمعايير السلامة المعتمدة من البرنامج الدولي لتقييم الطرق (iRAP)، بما يضمن بنية تحتية مستدامة وآمنة للمواطنين والمقيمين والزوار.
وفي بيانها الرسمي، أكدت الهيئة العامة للطرق أن المملكة تواصل تقدمها عالميًا في مؤشرات النقل والبنية التحتية، حيث تحتل المرتبة الأولى عالميًا في مؤشر ترابط شبكة الطرق، وهو ما يسهم بشكل فعّال في تسهيل حركة الحجاج والمعتمرين بين المدن المقدسة.
ويُعد طريق الهجرة من أبرز الشرايين الحيوية التي تربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة، ويشهد سنويًا تدفقًا كبيرًا للحجاج والمعتمرين القادمين من مختلف أنحاء العالم.
وشددت الهيئة على استمرارها في تبني أحدث التقنيات الذكية لتسهيل حركة المرور وضمان سلامة التنقل، بما في ذلك أنظمة مراقبة الكثافة المرورية، وتحليل البيانات في الوقت الفعلي، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات التقييم والتخطيط المستقبلي.
وتهدف هذه الجهود مجتمعة إلى رفع كفاءة شبكة الطرق الوطنية، وتعزيز تجربة الزوار منذ لحظة وصولهم إلى المملكة وحتى مغادرتهم بسلام.
ويأتي إطلاق "خيمة الطريق" ليجسد الرؤية الشاملة للمملكة في خدمة الحجاج والمعتمرين، والتي تقوم على مفهوم "الحج الذكي" الذي يجمع بين الراحة، والسلامة، والتقنية، في إطار منظومة متكاملة من الخدمات الحكومية التي تعمل بتنسيق تام مع الجهات ذات العلاقة.
ومن المتوقع أن تسهم هذه المبادرة في الحد من إرهاق الحجاج خلال رحلتهم بين المدينتين المقدستين، وتوفر نقطة توقف إنسانية تعكس قيم الضيافة والكرم السعودي.
وبينما تستعد المملكة لاستقبال ملايين الحجاج خلال الأسابيع المقبلة، تواصل الهيئة العامة للطرق عملها الدؤوب لتحسين جودة شبكة الطرق، وتكثيف جهودها الميدانية لتوفير خدمات مبتكرة تلبي احتياجات الموسم، وتدعم مكانة المملكة كوجهة أولى في العالم الإسلامي لتقديم خدمات الحج والعمرة بأعلى المستويات.
