الحج
السعودية تستقبل 1053 حاجًا من 76 دولة ضمن برنامج خادم الحرمين
كتب بواسطة: فاتن حامد |

في مشهد إيماني مهيب يعكس عمق العناية والرعاية التي توليها المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد اكتمال وصول الدفعة الثانية من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة لعام 1446هـ، والبالغ عددهم 1053 حاجًا وحاجة، قدموا من 76 دولة تمثل مختلف قارات العالم.

وكان في استقبال الضيوف نخبة من منسوبي الوزارة، في أجواء تعبق بالترحاب، تعكس التقاليد السعودية الأصيلة في حسن الضيافة، وتنم عن الاحترافية العالية في التنظيم والاستعداد، ضمن منظومة عمل متكاملة تهدف إلى منح الضيوف تجربة إيمانية لا تُنسى.

ورحّب معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، المشرف العام على البرنامج، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، بالضيوف الكرام، مؤكدًا أن استضافة هذه النخبة المختارة من الحجاج تجسد حرص القيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- على خدمة الإسلام والمسلمين، ومد جسور التواصل والتقارب مع شعوب العالم الإسلامي، عبر برنامج نوعي يعكس القيم الحضارية والروحية للمملكة.

وأشار معاليه إلى أن الوزارة تعمل وفق رؤية تكاملية شاملة، تُعنى بأدق تفاصيل الاستضافة، وذلك من خلال منظومة ميدانية متقدمة تشمل نخبة من الكفاءات الوطنية والفرق المتخصصة التي تسهر على راحة الضيوف.

ولفت إلى أن البرنامج يقدّم مجموعة من الخدمات النوعية، بدءًا من الاستقبال الحافل في المطارات، مرورًا بالإيواء الفاخر في فنادق متميزة، والإعاشة المتكاملة التي تراعي أذواق وثقافات الضيوف المختلفة، إلى جانب خدمات النقل الميسر، والرعاية الصحية المتكاملة، وبرامج تثقيفية وإثرائية تواكب الأبعاد الروحية والفكرية لهذه الرحلة المباركة.

ونوّه آل الشيخ إلى أن اكتمال وصول الدفعة الثانية يمثّل محطة رئيسية في مراحل تنفيذ البرنامج لهذا العام، ويعكس ما وصلت إليه المملكة من تطور شامل في إدارة شؤون الحج، خصوصًا فيما يتعلق بالتنسيق الدقيق بين مختلف الجهات ذات العلاقة، بما يضمن تسهيل كل الإجراءات، وتوفير أقصى درجات الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن.

كما أكد أن هذه الاستضافة ليست مجرد تنظيم لرحلة حج، بل هي رسالة سعودية راقية تعبّر عن روح المسؤولية الإسلامية، وتجسّد صورة مشرقة للمملكة وهي تحتضن العالم الإسلامي بكل تنوعه الثقافي واللغوي والعرقي، ضمن أجواء يسودها الانسجام والتآخي والاحترام المتبادل.

وأشار إلى أن ما تشهده المملكة من نجاحات متواصلة في تنظيم برامج استضافة الحجاج، سواء عبر هذا البرنامج أو من خلال جهود القطاعات الحكومية الأخرى، يعكس الخبرات التراكمية التي بنتها المملكة على مدى عقود، والقدرات الكبيرة التي تمتلكها لتقديم خدمات استثنائية لضيوف الرحمن، وترسيخ مكانتها العالمية كرائدة في خدمة الحرمين الشريفين.

ويأتي هذا البرنامج ضمن جهود المملكة المستمرة في تعزيز التواصل الحضاري بين الشعوب الإسلامية، وتعميق أواصر الأخوة والوحدة، حيث يُعدّ إحدى المبادرات النوعية التي تتفرّد بها المملكة، وتسعى من خلاله إلى تمكين أكبر عدد ممكن من المسلمين حول العالم لأداء مناسك الحج ضمن أجواء روحانية مثالية، في إطار تنظيمي يحتذى به عالميًا.

في ختام تصريحه، أكد معالي الوزير أن الإشراف المباشر والدعم اللامحدود الذي يحظى به البرنامج من القيادة السعودية، يمثل الركيزة الأساسية لنجاحه، ويمنح فرق العمل الدافع لتقديم كل ما من شأنه الارتقاء بتجربة الضيوف، وجعل رحلتهم إلى الديار المقدسة ذكرى لا تُنسى، تحمل بين طياتها رسالة محبة وسلام من المملكة إلى العالم الإسلامي.