في مشهد يعكس التقدير الكبير للجهود الأمنية الاستثنائية التي تُبذل في موسم الحج، أشاد معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، بالجهود الكبيرة والمخلصة التي يقوم بها رجال الأمن في الحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن، مؤكداً أن هذه الجهود المباركة تسهم بشكل جوهري في تمكين الحجاج والمعتمرين من أداء عباداتهم ومناسكهم بكل يسر وطمأنينة.
وقال الدكتور السديس إن ما نشهده من استعدادات وتنظيم دقيق في الحرمين الشريفين وفي المشاعر المقدسة، يعود بعد توفيق الله إلى العمل المتكامل والمتفاني الذي يقدمه رجال الأمن الذين يقفون على مدار الساعة، في مختلف المواقع، لمتابعة حركة الحجاج، وضمان انسيابية أدائهم للمناسك، دون معوقات أو مخاطر، في بيئة آمنة ومستقرة.
ونوه معاليه بما وصفه بـ"الإسهام المتميز" لرجال الأمن في تطوير منظومة الخدمات الأمنية داخل المسجد الحرام والمسجد النبوي، بما يعكس تطور الإمكانات وتكامل الجهود بين مختلف الجهات، ويحقق تطلعات القيادة الرشيدة – أيدها الله – في تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وتوفير كل سبل الراحة لهم، من لحظة وصولهم إلى أراضي المملكة حتى مغادرتهم بسلام.
وأشار الدكتور السديس إلى أن النجاحات الأمنية المتلاحقة التي تُسجل موسمًا بعد آخر، لم تأت من فراغ، بل هي ثمرة للتخطيط الدقيق والدعم اللامحدود من القيادة السعودية، والمتابعة الميدانية الحثيثة التي تحظى بها أعمال رجال الأمن، مشيداً بروح المسؤولية والانضباط العالي الذي يتسم به منسوبو القطاعات الأمنية المختلفة.
وفي ذات السياق، ثمّن معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي اهتمام وحرص صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، الذي استقبل يوم أمس في مكة المكرمة عددًا من أصحاب الفضيلة أئمة وخطباء المسجد الحرام، في لقاء عكس عمق العلاقة بين القيادة الأمنية والقيادات الدينية، وأكد على أهمية التعاون بين الجانبين في دعم الرسالة الوسطية والإنسانية التي تحملها المملكة إلى العالم من منبر الحرمين الشريفين.
وأكد السديس أن هذا الاستقبال الكريم من سمو وزير الداخلية يجسد تقدير الدولة – رعاها الله – للعلماء والدعاة، وحرصها على تمكينهم من أداء رسالتهم في التوجيه والإرشاد، وتعزيز القيم الإسلامية السمحة، والتأكيد على أن الأمن الروحي والفكري لا يقل أهمية عن الأمن الميداني، فكلاهما جناحان لطمأنينة المجتمع واستقراره.
كما عبّر السديس عن تقديره للمكانة الرفيعة التي يحظى بها أئمة وخطباء الحرمين لدى القيادة، والدور المحوري الذي يضطلعون به في إيصال رسالة الحرمين إلى العالم، والتي تتسم بالاعتدال، والتسامح، والدعوة إلى السلام، ونبذ العنف والتطرف، مشيرًا إلى أن اللقاء يأتي في وقت يشهد فيه العالم حاجة ماسّة إلى خطاب ديني متزن، يعكس القيم الحقيقية للإسلام، ويعزز وحدة الصف الإسلامي.
وأضاف معاليه أن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – ماضية في تقديم أرقى نماذج العناية بضيوف الرحمن، وخدمة الحرمين الشريفين، وتحقيق الأمن الشامل الذي يشمل كل تفاصيل الحياة في أطهر بقاع الأرض، ويُعد نموذجًا يُحتذى به عالميًا في إدارة الحشود الدينية الكبرى.
وفي ختام تصريحه، دعا الدكتور السديس الله عز وجل أن يجزي رجال الأمن خير الجزاء على ما يقدمونه من أعمال عظيمة، وأن يديم على المملكة نعمة الأمن والأمان، والاستقرار والازدهار، تحت قيادة رشيدة جعلت خدمة الحرمين وضيوف الرحمن شرفًا لا يضاهيه شرف، ورسالة تتجدد عامًا بعد عام.