بعد ستة أيام من عمليات بحث مكثفة ومتواصلة، تم العثور على جثمان الطفل الذي فقد خلال رحلة في تركيا، في حادثة أثارت مشاعر الحزن والأسى بين أسرته والمجتمع السعودي، وفي هذا السياق، أصدرت السفارة السعودية في تركيا بيانًا رسميًا أوضحت فيه الخطوات التي ستتبعها السلطات السعودية والتركية لضمان التعامل مع هذا الحادث المؤلم بأقصى درجات الاحترافية والاحترام، مع مراعاة كافة الإجراءات القانونية والإنسانية اللازمة.
وأكدت السفارة في بيانها على حرصها الدائم على متابعة حالة المواطنين السعوديين في الخارج، وخصوصًا في الحالات الطارئة، مشيرة إلى أنها كانت على تواصل مستمر مع العائلة منذ بداية الحادث وحتى لحظة العثور على الجثمان، وأوضحت أن فرق السفارة تعاونت بشكل وثيق مع الجهات التركية المختصة لتسريع عمليات البحث والإنقاذ، وهو ما أثمر عن العثور على الجثمان بعد فترة من الزمن، ما يعكس جهود التعاون بين البلدين في مثل هذه الحالات.
وفي البيان، أوضحت السفارة أن الخطوة التالية تتمثل في التنسيق مع السلطات التركية لإجراء كافة الفحوصات الطبية والشرعية اللازمة لتحديد أسباب الوفاة بدقة، بما يضمن توثيق الحادث حسب القوانين المعمول بها، كما أشارت إلى أن السفارة ستعمل على تسهيل إجراءات نقل جثمان الطفل إلى المملكة العربية السعودية، بما يحترم العادات والتقاليد الدينية والثقافية المرتبطة بتشييع الجنائز في السعودية.
وأكدت السفارة حرصها على تقديم الدعم الكامل لعائلة الطفل في هذه المحنة الصعبة، من خلال توفير كافة الخدمات القنصلية المطلوبة، وتسهيل التواصل مع الجهات المحلية في تركيا، بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي الذي قد يحتاجه أفراد الأسرة خلال هذه الفترة الحرجة، كما دعت السفارة المجتمع السعودي إلى الوقوف إلى جانب الأسرة ومساندتها بالدعاء والصبر في هذا المصاب الجلل.
تجدر الإشارة إلى أن حالة فقدان الأطفال في الخارج تعتبر من أكثر الحالات إيلامًا وتعقيدًا، إذ تتطلب تنسيقًا عالي المستوى بين سفارات الدول والسلطات المحلية لضمان سرعة الاستجابة وتوفير الحماية القانونية والاجتماعية اللازمة، وفي هذه الحادثة، أثبتت السفارة السعودية في تركيا جدية والتزامًا في التعامل مع الحادث، من خلال خطوات عملية واضحة، تهدف إلى إنهاء الأزمة بأقل ضرر ممكن على الأسرة.
كما أعلنت السفارة عن استمرارها في متابعة الموضوع حتى انتهاء كافة الإجراءات، داعية وسائل الإعلام إلى تحري الدقة واحترام خصوصية الأسرة خلال هذه الفترة، لما في ذلك من أهمية بالغة للحفاظ على كرامة المتوفى وأسرته، وشددت على أن أي تحديثات لاحقة ستُعلنها بشكل رسمي لضمان وصول المعلومات الدقيقة إلى الرأي العام السعودي.
في الختام، يبقى الحادث تذكيرًا مؤلمًا بأهمية الحذر واليقظة خلال السفر والإقامة في الخارج، خصوصًا مع الأطفال، ودعوة مستمرة للمواطنين السعوديين باتخاذ كافة الاحتياطات والتواصل مع السفارات في حال حدوث أي طارئ، وتؤكد السلطات السعودية عبر سفاراتها التزامها الكامل بحماية مواطنيها أينما كانوا، والعمل على تقديم الدعم والمساعدة الفورية في الأزمات التي قد تواجههم.