وزير الصحة
قسطرة طارئة تنجح في عرفات.. ووزير الصحة يزور المستفيد
كتب بواسطة: محمد بن سالم |

في مشهد يجسّد جاهزية المنظومة الصحية السعودية واستعدادها الكامل لخدمة ضيوف الرحمن، زار معالي وزير الصحة ورئيس مجلس إدارة الصحة القابضة الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، أحد مستفيدي الجهات الحكومية بالمشاعر المقدسة بعد تلقيه عملية قسطرة قلبية طارئة في مستشفى شرق عرفات، ضمن جولة ميدانية لمعاليه شملت عددًا من المنشآت الصحية في المشاعر، بهدف الوقوف على جاهزيتها خلال موسم الحج، وضمان توفير رعاية صحية متكاملة وآمنة للحجاج.

وتأتي هذه الجولة التفقدية في إطار سعي وزارة الصحة إلى تحقيق مستهدفات برنامج "تحول القطاع الصحي" وبرنامج "خدمة ضيوف الرحمن"، المنبثقين من رؤية المملكة 2030، حيث يُمثل موسم الحج اختبارًا سنويًا هامًا لكفاءة المنظومة الصحية في المملكة، التي تبذل جهودًا استثنائية لتأمين رعاية صحية ميدانية متقدمة، وتوفير بيئة علاجية مريحة وآمنة للحجاج، تضمن لهم أداء المناسك براحة وطمأنينة.

وأفاد تجمع مكة المكرمة الصحي أن مستشفى شرق عرفات، وهو أحد المرافق التابعة له، قد استقبل الحالة الطارئة وتعامل معها ضمن نموذج الرعاية العاجلة، أحد مسارات نموذج الرعاية الصحية السعودي الجديد، الذي يركز على سرعة الاستجابة للحالات الحرجة، وجودة التدخل الطبي، لتقليل المضاعفات وإنقاذ الأرواح في الزمن الذهبي.

وتم إجراء القسطرة القلبية باستخدام جهاز متنقل متطور، بمتابعة وإشراف مباشر من مدينة الملك عبدالله الطبية، بما يعكس التكامل الكبير بين المرافق الصحية المختلفة في منطقة المشاعر.

هذه الواقعة تُبرز مدى التطور التقني الذي وصلت إليه مستشفيات المشاعر، وتُجسد في الوقت ذاته الفاعلية العالية للأنظمة الصحية الجديدة التي أُعيد تصميمها لمواءمة طبيعة موسم الحج، حيث تتزايد الحاجة لتدخلات دقيقة في ظروف ميدانية وتحت ضغط كثافة بشرية هائلة.

وتواصل منظومة الصحة العامة جهودها الحثيثة في تسخير الطاقات البشرية، من كوادر طبية وتمريضية مؤهلة، إلى جانب الإمكانات التقنية المتقدمة، لضمان تقديم خدمات رعاية صحية ميدانية عالية الكفاءة، تنسجم مع المعايير العالمية للرعاية العاجلة والطارئة.

كما تعمل فرق الصحة على مدار الساعة لتلبية احتياجات ضيوف الرحمن، من خلال منظومة متنقلة ومدعومة بالربط الإلكتروني بين المستشفيات، لضمان سرعة التبليغ وتحويل الحالات واستغلال الموارد الطبية بأفضل شكل ممكن.

ويعكس اهتمام الوزير الجلاجل بزيارة المريض المستفيد من الخدمة الميدانية، رسالة واضحة مفادها أن رعاية ضيوف الرحمن تمثل أولوية وطنية قصوى، وأن جودة الخدمة لا تُقاس فقط بالأرقام والإحصاءات، بل باللمسة الإنسانية والحرص المباشر على راحة كل حاج، حتى في أدق الظروف الصحية.

وتجدر الإشارة إلى أن مستشفى شرق عرفات يُعد أحد المرافق الحيوية التي تستقبل الحالات الطارئة من محيط المشاعر، وقد تم تزويده هذا العام بأحدث الأجهزة الطبية، إلى جانب التدريب المكثف للكوادر الطبية على التعامل مع سيناريوهات الطوارئ المختلفة، بهدف رفع مستوى الجاهزية وتحقيق أعلى معايير السلامة والرعاية.

وفي ظل تزايد أعداد الحجاج عامًا بعد عام، تتعزز أهمية هذه الجهود التكاملية التي تبذلها وزارة الصحة بالتعاون مع كافة القطاعات ذات العلاقة، من أجل ضمان موسم حج صحي وآمن، يخلو من الأوبئة ويشهد استجابة سريعة وفعالة لأي طارئ صحي.

إن نجاح تدخل كهذا في بيئة ميدانية يبرهن على مدى التقدم الذي وصلت إليه المملكة في مجال الصحة الطارئة، وعلى مدى التكامل بين البنية التحتية الطبية والتقنية والرؤية الاستراتيجية، مما يعزز من ثقة العالم بنموذج المملكة في إدارة مواسم الحج، ويجعل من تجربة ضيوف الرحمن نموذجًا عالميًا يُحتذى به في التعامل مع الحشود والرعاية الصحية الميدانية عالية الكفاءة.