في ظل الضغوط المالية المستمرة، تتجه إدارة نادي برشلونة الإسباني لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن عدد من لاعبيها، في مقدمتهم المدافع الدولي الدنماركي أندرياس كريستنسن، حيث كشفت تقارير صحفية أن النادي الكتالوني بدأ بالفعل خطوات تسويقه خارج أوروبا، وعلى رأس الوجهات المحتملة: الدوري السعودي للمحترفين.

ويأتي هذا التوجه ضمن خطة شاملة لتقليل كتلة الرواتب في الفريق الأول، وتوفير سيولة مالية تتيح تسجيل اللاعبين الجدد ومطابقة شروط اللعب المالي النظيف في الليغا، وقد تم إدراج اسم كريستنسن ضمن قائمة الأسماء القابلة للبيع، بعد تقييم موسمه الثاني مع الفريق تحت قيادة مدربين مختلفين، وسط قناعة بأن مركزه يمكن تعويضه في ظل وجود بدائل شابة داخل النادي.

وبحسب مصادر صحفية كتالونية، فإن برشلونة تلقى اهتمامًا مبدئيًا من أحد الأندية السعودية الكبرى بشأن كريستنسن، حيث يجري وكلاء اللاعب اتصالات مع إدارة البلوغرانا لاستكشاف مدى جدية العروض وتفاصيلها المالية، ويُقدر أن قيمة الصفقة قد تتراوح بين 25 إلى 30 مليون يورو، وهي قيمة يعتبرها النادي جيدة في ظل التحديات التي يواجهها.

اللاعب الدنماركي البالغ من العمر 28 عامًا، والذي انضم إلى برشلونة في صيف 2022 قادمًا من تشيلسي بصفقة انتقال حر، قدم مستويات دفاعية مقبولة، لكنه لم يكن ثابتًا في التشكيلة الأساسية، خصوصًا مع الإصابات المتكررة والخيارات الفنية المتغيرة للمدربين، من تشافي هيرنانديز سابقًا، إلى هانز فليك حاليًا، الذي يبدو أنه لا يضع كريستنسن في أولوياته.

ويعتقد مسؤولو النادي أن انتقال كريستنسن إلى الدوري السعودي سيكون خطوة مفيدة للطرفين، إذ سيحصل اللاعب على عقد مالي كبير، بينما يخفف برشلونة من ضغط الرواتب ويفتح الباب لصفقات ضرورية في خط الوسط أو الهجوم، وفي الوقت نفسه، يُتوقع أن تسهم الصفقة في تحسين العلاقة التعاقدية مع لاعبين آخرين من خلال إعادة هيكلة الرواتب.

وكان كريستنسن قد أبدى سابقًا رغبته في البقاء داخل أوروبا، خاصة للمشاركة في البطولات الكبرى مثل دوري أبطال أوروبا، غير أن تغير الأولويات الشخصية والمهنية، مع وجود عروض مالية ضخمة من السعودية، قد يجعل اللاعب يعيد النظر في خياراته، كما أن الدوري السعودي بات وجهة جاذبة لنجوم الصف الأول، ما يعزز من جاذبيته حتى للاعبين في أوج عطائهم.

وفي السياق ذاته، تُظهر الأندية السعودية، وخصوصًا في العاصمة الرياض والمنطقة الغربية، اهتمامًا متزايدًا بتدعيم خطوطها الخلفية بلاعبين من طراز أوروبي، بعد أن ركزت في الفترات الماضية على المراكز الهجومية وصناع اللعب، وتُعد صفقة مثل كريستنسن مغرية لهذه الأندية لامتلاكه خبرة كبيرة في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، إلى جانب سمعته كمدافع تكتيكي ملتزم.

من الناحية الفنية، فإن خروجه من برشلونة قد لا يكون مؤثرًا بشكل كبير، خاصة في ظل تواجد مدافعين شباب أمثال باو كوبيarsi، إينيغو مارتينيز، وأراوخو، بالإضافة إلى احتمالية التعاقد مع مدافع جديد خلال الصيف، وقد أكدت تقارير صحفية إسبانية أن المدرب فليك وضع خططًا تكتيكية جديدة لا تعتمد كثيرًا على أسلوب كريستنسن، الذي يُعرف بالهدوء وقلة الاندفاع، وهي صفات قد لا تتماشى تمامًا مع النسق السريع الذي يفضله المدرب الألماني.

وفي ظل الضغوط الجماهيرية المطالبة بعودة الفريق إلى منصات التتويج، يبدو أن الإدارة لا تمانع في اتخاذ قرارات صعبة، شريطة أن تسهم في بناء مشروع أكثر اتزانًا واستقرارًا، ويُنتظر أن تتضح معالم مستقبل كريستنسن خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إذ من المرتقب أن يبدأ سوق الانتقالات السعودي بشكل مبكر هذا الصيف، وسط استعداد إداري ضخم لاستقطاب أسماء كبيرة.

وتشير التوقعات إلى أن الصفقة - إن تمت - ستترافق مع تغييرات أخرى في الفريق الكتالوني، تشمل لاعبين في خط الوسط والهجوم، ضمن مساعي النادي لبناء فريق قادر على المنافسة محليًا وأوروبيًا، دون مزيد من التورط المالي كما حدث في السنوات الماضية.