أعلن تجمع مكة الصحي عن نجاح الفرق الطبية في إجراء 14 عملية قسطرة قلبية عاجلة للحجاج خلال الأيام الماضية، وذلك ضمن خدمات الرعاية القلبية المقدّمة في مستشفى القلب بمدينة الملك عبد الله الطبية في المشاعر المقدسة، وتأتي هذه الإجراءات الطبية المتقدمة ضمن منظومة متكاملة من الخدمات الصحية التي أُعدّت بعناية فائقة لخدمة ضيوف الرحمن، لضمان أعلى مستويات السلامة والرعاية الطبية المتخصصة خلال موسم الحج.
وتُعد عمليات القسطرة من الإجراءات الدقيقة التي تتطلب تجهيزات فنية عالية وكوادر طبية مدربة على التعامل مع الحالات القلبية الحرجة، وقد تم تنفيذ العمليات بكفاءة عالية دون تسجيل أي مضاعفات تذكر، ما يعكس جاهزية الطواقم الطبية والتقنية المشاركة في الخطة الصحية الشاملة للحج، ويؤكد هذا الأداء المتميز قدرة الكوادر السعودية على تقديم الرعاية التخصصية في أقسى الظروف وأكثرها ازدحامًا، في بيئة مليئة بالتحديات التشغيلية واللوجستية.
وأوضح تجمع مكة الصحي أن جميع العمليات تم إجراؤها لحجاج قدموا إلى المستشفى وهم يعانون من أعراض قلبية حادة مثل آلام في الصدر، وضيق في التنفس، وارتفاع في ضغط الدم، حيث تم استقبالهم وتقييم حالتهم بشكل فوري من قبل أطباء الطوارئ، قبل تحويلهم مباشرة إلى غرف القسطرة القلبية، وقد خضع المرضى بعدها للرعاية المركزة لمتابعة استقرارهم الصحي، في مسار طبي دقيق يجمع بين السرعة والدقة.
وتُعد هذه الإجراءات جزءًا من خطة موسعة وضعها التجمع الصحي في مكة المكرمة ضمن مبادرة “الحج الآمن”، والتي تهدف إلى التعامل السريع والفعال مع الحالات الحرجة أثناء موسم الحج، لا سيما تلك التي تتطلب تدخلاً تخصصيًا عالي المستوى، وقد تم تجهيز مستشفى القلب بكامل الطاقات البشرية والتقنية منذ وقت مبكر، بالتنسيق مع وزارة الصحة، ضمن استراتيجية تستهدف تقديم رعاية شاملة تبدأ من نقطة الاستقبال وحتى التعافي.
من جهة أخرى، حرصت الفرق الطبية على التواصل مع أقارب المرضى في بلدانهم من خلال فرق الدعم والتواصل، لطمأنتهم على الحالة الصحية للحجاج، وشرح تفاصيل العلاج والإجراءات التي تم اتخاذها، كما تولت فرق التمريض المتخصصة تقديم الرعاية النفسية والدينية للمرضى خلال فترة مكوثهم، بما يراعي الظروف الإنسانية والدينية الخاصة بالحج، ويعكس البُعد الإنساني في منظومة الخدمات الصحية.
وذكر التقرير الطبي الصادر عن مستشفى القلب أن المرضى الذين خضعوا للعمليات تتراوح أعمارهم بين 54 و72 عامًا، وأن معظمهم من أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط وأمراض الشرايين، ما يستدعي جهوزية دائمة للتعامل مع هذه الفئة الأكثر عرضة للمضاعفات، وقد أظهرت الفحوصات والتحاليل أن بعض الحالات كانت تعاني من انسدادات حرجة في الشرايين التاجية، تطلبت تدخلاً فوريًا لإنقاذ الحياة.
وتعكس هذه الجهود التزام المملكة العربية السعودية، ممثلة في وزارة الصحة والقطاعات الصحية المختلفة، بتوفير أفضل سبل الرعاية الطبية للحجاج، وتجسيد مبدأ "الإنسان أولاً" الذي تتبناه رؤية السعودية 2030، وتُعد هذه النجاحات المتكررة في إدارة الحالات القلبية المعقدة في موسم الحج نموذجًا عالميًا في طب الحشود، الذي يتطلب تنسيقًا دقيقًا بين الخدمات المختلفة وسرعة في اتخاذ القرار.
ويواصل تجمع مكة الصحي جهوده في تقديم الرعاية الطبية المتخصصة في جميع منشآته المنتشرة في المشاعر المقدسة، بما في ذلك خدمات الطوارئ، والعمليات الجراحية، والعناية المركزة، والعيادات التخصصية، مستندًا إلى خطة تشغيلية محكمة تغطي كافة جوانب رحلة الحاج العلاجية، كما يُتوقع أن تزداد وتيرة العمليات التخصصية خلال الأيام المقبلة مع توافد الحجاج إلى مشعر منى واستكمال مناسكهم، وهو ما يستدعي جاهزية قصوى واستنفارًا دائمًا لكافة الطواقم.