في خطوة تهدف إلى تطوير تجربة كرة القدم على كافة الأصعدة، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عن اعتماد تقنيات مبتكرة قائمة على الذكاء الاصطناعي خلال منافسات كأس العالم للأندية 2025، ويأتي هذا الإعلان في إطار مساعي الفيفا لتعزيز جودة التحكيم، وتحليل الأداء، وتطوير تجربة المشاهدين، مما يجعل البطولة نموذجًا متقدمًا في استخدام التكنولوجيا الحديثة في الرياضة.
تعتمد التقنيات الجديدة التي ستُطبق في البطولة على أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة تتيح مراقبة مجريات المباراة بشكل دقيق وفوري، مع قدرة على تقديم تحليلات متقدمة للاعبين، الأداء الجماعي، وسلوكيات الفرق، ويأمل الاتحاد الدولي في أن تسهم هذه الحلول التقنية في تقليل الأخطاء التحكيمية، وتحسين جودة القرارات داخل الملعب، وكذلك إثراء المحتوى الإعلامي المقدم للمشجعين حول العالم.
ومن بين أبرز الابتكارات التي سيتم استخدامها، نظام التحكيم المعزز بالذكاء الاصطناعي، والذي سيعمل بالتوازي مع تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)، لكنه يقدم دعمًا أكبر عبر تحليل مشاهد المباراة بسرعة ودقة، مثل تقييم حالة التسلل، والتصدي للمواقف الجدلية في ثوانٍ معدودة، هذه التقنية تضمن استمرارية اللعب مع تقليل توقفات المباراة، وتزيد من شفافية القرارات.
كما سيتم تطبيق تقنيات ذكاء اصطناعي لتحليل أداء اللاعبين من الناحية الفنية والبدنية، إذ يمكن للمدربين والفرق الفنية متابعة مؤشرات دقيقة عن حالة اللاعبين، مثل المسافات المقطوعة، معدل التسارع، الضغط النفسي، واتجاهات اللعب، مما يساعد في اتخاذ قرارات فنية أكثر حكمة أثناء وبعد المباراة، وسيتم ربط هذه البيانات مع أنظمة التعلم الآلي للتنبؤ بتطور الأداء خلال المباراة.
من جهة أخرى، صمم "فيفا" نظامًا مبتكرًا لتجربة المشجعين داخل الملاعب وخارجها، حيث سيتم تقديم محتوى تفاعلي مخصص يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يشمل تحليلات حية، إحصاءات متجددة، وحتى اقتراحات خاصة بمشاهدة اللعب من زوايا مختلفة عبر شاشات ذكية في الملاعب، أو عبر تطبيقات مخصصة للهواتف الذكية، مما يخلق جواً جديداً للتفاعل مع البطولة.
وقد أشاد خبراء تكنولوجيون ورياضيون على حد سواء بهذه الخطوة، معتبرين أن دمج الذكاء الاصطناعي في كرة القدم يُعد علامة فارقة تفتح آفاقًا جديدة للمباريات والأحداث الرياضية بوجه عام، وأكدوا أن كأس العالم للأندية 2025 قد تصبح نموذجًا يُحتذى به في البطولات الدولية المقبلة، خاصة مع ازدياد أهمية البيانات وتحليل الأداء في عالم الرياضة الحديث.
في سياق متصل، يسلط هذا الاعتماد الضوء على حرص "فيفا" على استغلال أحدث التطورات التقنية لمواجهة التحديات التي تواجه كرة القدم، من بينها الظلم التحكيمي، الإصابات المتكررة، والحاجة إلى تحسين تجربة الجماهير، سواء داخل الملاعب أو عبر المنصات الرقمية.
وتجدر الإشارة إلى أن كأس العالم للأندية 2025 ستقام في دولة تستضيف الحدث للمرة الأولى، حيث يسعى المنظمون إلى استثمار التكنولوجيا لجعل البطولة استثنائية من جميع النواحي، سواء من حيث التنظيم أو الابتكار التقني، ما يعكس توجهًا عالميًا متناميًا نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في الرياضة.
وفي الختام، يشكل اعتماد "فيفا" لهذه التقنيات خطوة نوعية تمهد الطريق لمستقبل كرة قدم أكثر دقة، شفافية، وتفاعلية، بما يخدم اللاعبين، الفرق، الحكام، والجماهير على حد سواء، ويترقب عشاق كرة القدم حول العالم انطلاق البطولة بترقب كبير لرؤية كيف ستغير هذه التكنولوجيا قواعد اللعبة، وتعزز من متعة المشاهدة.