وسط أجواء من الفرح والتأثر والطمأنينة، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عن اكتمال وصول ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة إلى مقر إقامتهم في مكة المكرمة، والبالغ عددهم 2443 حاجًا وحاجة يمثلون 100 دولة من مختلف قارات العالم، وذلك ضمن البرنامج السنوي الذي يجسّد العطاء الإنساني والديني الكبير الذي تقدمه المملكة للعالم الإسلامي، تعزيزًا لمكانتها الرائدة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن.
وقد كان في استقبال الوفود فرق متخصصة من الوزارة سخّرت إمكاناتها كافة لتوفير بيئة ضيافة مميزة، شملت خدمات استقبال وإعاشة ومرافقة ميدانية، إلى جانب ترتيبات التنقل بين المشاعر، والإشراف المباشر على أدائهم مناسك العمرة فور وصولهم، ما أتاح للحجاج ممارسة شعائرهم الأولى بكل يُسر وسهولة، في أجواء روحانية يغمرها السكون والسكينة، حيث عبّر عدد كبير من الضيوف عن مشاعرهم الفيّاضة وهم يخطون خطواتهم الأولى داخل الحرم المكي الشريف.
ويعكس البرنامج الذي يُشرف عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – حرص القيادة الرشيدة على استضافة نخب من المسلمين من مختلف الجنسيات، من العلماء والدعاة والشخصيات المؤثرة والمتميزة، ليكون هذا البرنامج منصة للتقارب الإسلامي، والتلاقي الديني، والتبادل الثقافي، ضمن رؤية المملكة 2030 التي تؤكد أن خدمة الإسلام والمسلمين إحدى أولوياتها الاستراتيجية.
وفي مشهد إنساني مهيب، توجّه الضيوف إلى أداء العمرة بمجرد وصولهم إلى مكة المكرمة، حيث توافدت أفواج الحجاج من مقار الضيافة إلى الحرم المكي وسط خدمات ميدانية متكاملة شملت فرق تنظيم، وإرشاد، ومترجمين بمختلف اللغات، ما ساهم في تنظيم مسارات الحركة والتيسير على كبار السن والمرضى، في حين تولّت فرق متخصصة شرح مناسك العمرة بوسائل تقنية وإعلامية بلغات متعددة لضمان فهم الإجراءات الدينية والتنظيمية، وهو ما لاقى إشادة واسعة من الحجاج الذين عبروا عن انبهارهم بمستوى الرعاية والتنظيم.
كما يتضمّن البرنامج رحلات ميدانية مميزة سيخوضها الضيوف خلال الأيام القادمة، لزيارة المعالم التاريخية الإسلامية في مكة والمدينة، وزيارة المتاحف والمعارض التي تُبرز سيرة النبي ﷺ وتاريخ الحرمين الشريفين، وتُسهم في تعميق التجربة الروحية والثقافية للحجاج، وتعريفهم بالدور الكبير الذي تقوم به المملكة في حفظ ورعاية المقدسات الإسلامية.
وفي مشاعر مؤثرة، عبّر عدد من الحجاج عن بالغ شكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، على هذه اللفتة الكريمة التي فتحت لهم أبواب الحرم لأداء فريضة الحج، في وقت تعجز فيه الكثير من العوائل المسلمة عن تحمّل التكاليف المادية، مؤكدين أن هذه الدعوة كانت بمثابة "الحلم الذي تحقق"، وأنها ستظل علامة فارقة في حياتهم الإيمانية، ودليلًا على سمو المبادئ التي تقوم عليها المملكة.
ويمثّل هذا البرنامج أحد أبرز برامج الضيافة النوعية التي تنفذها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والذي بات علامة مضيئة في سجل المملكة الحافل بالعطاء، حيث يستهدف سنويًا استضافة الآلاف من الحجاج من شتى دول العالم، وفق معايير دقيقة تراعي التنوع الثقافي والديني، وتُسهم في بناء جسور الأخوة الإسلامية، بما يعزز وحدة الصف والتعاون بين أبناء الأمة.
ويستمر البرنامج طوال موسم الحج، وسط متابعة دقيقة من قيادات الوزارة وفرقها الميدانية، الذين يسعون إلى تقديم تجربة استثنائية تُجسد رسالة المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، في ظل ما توليه القيادة الرشيدة من دعم لا محدود لهذا المشروع الإنساني والديني النبيل.