أعلنت وزارة الصحة عن إطلاق خدمات توعوية وميدانية متكاملة موجهة للحجاج، تهدف إلى التعامل الفوري مع أبرز الحالات الصحية الطارئة التي قد تواجههم خلال تنقلاتهم في المشاعر المقدسة، وذلك ضمن جهودها الحثيثة لحماية ضيوف الرحمن وضمان سلامتهم أثناء أداء مناسك الحج.
تأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز جودة الخدمات الصحية المقدمة للحجاج، متوافقة مع مستهدفات برنامجي "تحول القطاع الصحي" و"خدمة ضيوف الرحمن"، المنبثقة من رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى رفع مستوى جودة الحياة وتوفير تجربة حج آمنة وصحية.
حرصت الوزارة على إعداد حقيبة صحية توعوية شاملة بلغات متعددة تتيح وصول المعلومات الصحية إلى أكبر عدد ممكن من الحجاج من مختلف الجنسيات، إذ تضم هذه الحقيبة محتوى تثقيفيًا بـثماني لغات حية، تشرح بشكل مبسط وواضح كيفية التعامل مع الإصابات والحالات الطارئة الشائعة التي قد تقع أثناء موسم الحج، مثل السقوط، التواء الكاحل، انخفاض سكر الدم، الرعاف، والكدمات.
ويُعد هذا المحتوى أداة مهمة تسهم في رفع وعي الحجاج بسبل الوقاية والتصرف الصحيح عند حدوث هذه الحالات، مما يقلل من مضاعفاتها ويحفظ سلامتهم.
وقد أوصت وزارة الصحة ضيوف الرحمن بارتداء الأحذية المناسبة التي توفر لهم ثباتًا جيدًا أثناء التنقل، والابتعاد عن الأرضيات الزلقة لتجنب حوادث السقوط، كما نصحت بتفادي صعود المرتفعات أو الجبال التي قد تزيد من خطورة الإصابات.
أما في حالات التواء الكاحل أو الكدمات، فشددت الوزارة على ضرورة الالتزام بالإسعافات الأولية الصحيحة، والتي تتضمن استخدام الكمادات الباردة لتخفيف التورم، ورفع القدم المصابة فوق مستوى القلب، وتجنب الضغط المباشر على المنطقة المصابة.
كما حذرت وزارة الصحة مرضى السكري من أهمية مراقبة مستوى السكر في الدم بشكل دوري أثناء أداء مناسك الحج، مع ضرورة تناول وجبات خفيفة ومتوازنة للحفاظ على ثبات معدلات السكر، لتجنب التعرض لأي مضاعفات صحية أثناء الموسم.
وفيما يخص حالات الرعاف، التي قد تكون نتيجة التعرض للحرارة المرتفعة أو الجفاف، أوصت الوزارة باتباع خطوات بسيطة لكنها فعالة، تبدأ بالجلوس في وضع مريح والانحناء إلى الأمام مع الضغط اللطيف على الأنف لمدة عشر دقائق، وإذا استمرت حالة النزيف، يجب التوجه فورًا إلى أقرب مركز صحي أو الاتصال على الرقم 937 للحصول على الإرشادات الطبية اللازمة.
تأتي هذه المبادرات الصحية المتكاملة ضمن خطة شاملة وضعتها وزارة الصحة لتوفير الدعم الطبي الفوري للحجاج في مواقع الحج كافة، من خلال الفرق الطبية الميدانية والتجهيزات التقنية الحديثة، بهدف ضمان استجابة سريعة وفعالة لأي حالة طارئة.
وتسعى الوزارة عبر هذه الخدمات إلى تحقيق أعلى مستويات الرعاية الصحية، بما يعكس التزام المملكة الدائم تجاه ضيوف الرحمن، ويضمن لهم أداء مناسكهم بأقصى درجات الراحة والأمان، بعيدًا عن القلق الصحي.
في ظل الأعداد الكبيرة من الحجاج الذين يتوافدون سنويًا إلى المشاعر المقدسة، تُعد هذه الجهود التوعوية والميدانية جزءًا لا يتجزأ من منظومة العمل الصحية الواسعة التي تستهدف تحسين التجربة الصحية والإنسانية لضيوف الرحمن، وتجعل من موسم الحج مناسبة تجمع بين العبادات والطمأنينة الصحية.
وتُبرز هذه الخطوات رؤية المملكة 2030 الطموحة في تطوير القطاع الصحي وتحقيق التنمية المستدامة، بما يخدم أهدافها الوطنية في بناء مجتمع صحي وآمن يحقق رضا وسلامة جميع المقيمين والزوار.