أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية عن اكتمال استعداداتها لاستقبال ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج، من خلال تجهيز مقرات الضيوف في المشاعر المقدسة، والتي تشمل منى وعرفة ومزدلفة، وتوفير كل ما يلزم لضمان راحتهم وسلامتهم خلال موسم الحج لهذا العام، وتأتي هذه الخطوة ضمن برنامج استضافة ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي يُعد من أضخم البرامج التي تُعنى بالحجاج من مختلف أنحاء العالم، ويجسد صورة المملكة المشرقة في خدمة الإسلام والمسلمين.
وزارة الشؤون الإسلامية، التي تشرف بشكل مباشر على تنفيذ هذا البرنامج، أعلنت أن مقرات الضيوف أصبحت جاهزة بالكامل لاستقبال أكثر من 2400 حاج وحاجة من أكثر من 100 دولة، حيث تم توفير كل التجهيزات اللازمة من بنية تحتية وخدمات لوجستية، بما في ذلك مرافق السكن، والمطاعم، ومناطق الراحة، إضافة إلى وسائل نقل مخصصة وآمنة لنقل الضيوف بين مواقع المشاعر، كما تم تجهيز المواقع بلوحات إرشادية وشاشات ذكية متعددة اللغات لتيسير تنقل الحجاج وتوفير المعلومات بشكل فوري.
حرصت الوزارة، منذ وقت مبكر، على تهيئة بيئة مناسبة تليق بضيوف خادم الحرمين، من خلال تشكيل فرق ميدانية وفنية أشرفت على تجهيز المقرات بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك الدفاع المدني، ووزارة الصحة، والهلال الأحمر، والجهات الأمنية، وذلك لضمان أعلى درجات السلامة والكفاءة في الخدمات المقدمة، ويُعد هذا العمل جزءًا من الجهود التي تبذلها الدولة لتوفير تجربة حج متميزة، تحقق الطمأنينة والسكينة للحجاج وتعينهم على أداء مناسكهم في أجواء روحانية هادئة ومنظمة.
من جانبهم، عبّر عدد من الضيوف القادمين ضمن البرنامج عن امتنانهم للمملكة العربية السعودية على هذه اللفتة الكريمة، وأثنوا على حسن الاستقبال والتنظيم الذي لمسوه منذ لحظة وصولهم إلى الأراضي المقدسة، مشيرين إلى أن هذه الاستضافة تمثل تجسيدًا حقيقيًا لقيم الأخوة الإسلامية والتضامن الإنساني، وقد أعربوا عن تقديرهم لما وجدوه من خدمات متكاملة، ومن اهتمام حقيقي بتفاصيل رحلتهم الإيمانية، من مأكل ومسكن وخدمات صحية ودينية.
الوزارة لم تكتف بتوفير الخدمات المادية فقط، بل أعدت أيضًا برامج توعوية وإرشادية للضيوف، تتضمن محاضرات وندوات دينية، ومواد مطبوعة ومرئية توضح مناسك الحج وتفصيلاتها، بالإضافة إلى مترجمين متخصصين لتيسير الفهم والتواصل مع الحجاج القادمين من دول غير ناطقة بالعربية، كما يضم البرنامج جولات ثقافية في المدينة المنورة ومكة المكرمة، بهدف تعريف الضيوف بالتاريخ الإسلامي، وتعزيز الأواصر بين المسلمين من مختلف الجنسيات والثقافات.
ويأتي تنفيذ هذا البرنامج ضمن الرؤية السعودية الشاملة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، وهي رؤية تضع الإنسان في صلب أولوياتها، وتعمل على تسخير كافة الإمكانيات لتقديم تجربة حج آمنة وميسرة وملهمة، ويتزامن الإعلان عن جاهزية المقرات مع وصول طلائع ضيوف البرنامج إلى المملكة، وهو ما يؤكد التزام الجهات المعنية بالجدول الزمني المعد مسبقًا لضمان انسيابية الخدمات خلال موسم الحج.
برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة يُعد من المبادرات النوعية التي تؤكد ريادة المملكة في رعاية الحجاج، خاصة أولئك الذين يصعب عليهم تأمين تكاليف الحج بسبب ظروفهم الاجتماعية أو السياسية، ويهدف إلى توطيد العلاقات الإسلامية بين الشعوب وتعزيز مكانة المملكة كمركز روحي وثقافي في العالم الإسلامي، وهو برنامج سنوي تُشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية، ويُنفذ بدقة وتخطيط محكم يشمل التسكين والإعاشة والنقل والإرشاد الديني والثقافي.
الجدير بالذكر أن الوزارة تُتابع بشكل لحظي عمليات استقبال الضيوف وسير الخدمات في المقرات، عبر فرق رقابية وتقنية مجهزة بأحدث الوسائل، وتحرص على الاستجابة السريعة لأي ملاحظات أو احتياجات تطرأ، كما يتم رفع تقارير دورية لمتابعة الأداء وتطوير جودة الخدمة المقدمة عامًا بعد عام، وتؤكد المملكة، من خلال هذا البرنامج، التزامها الدائم برسالتها في خدمة ضيوف الرحمن، وتعزيز القيم الإسلامية السامية، وتوحيد مشاعر الأمة الإسلامية في موسم عبادي هو الأهم في العام.