المنتخب السعودي
الأخضر يستعد لأستراليا بتمارين تكتيكية مكثفة!
كتب بواسطة: فاتن حامد |

يواصل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم استعداداته المكثفة لملاقاة نظيره الأسترالي في اللقاء المرتقب الذي يجمع بين الفريقين يوم الثلاثاء، في ختام منافسات الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، والمقرر إقامتها في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، وتكتسب هذه المباراة أهمية كبيرة على أكثر من صعيد، سواء على مستوى الترتيب النهائي للمجموعة، أو فيما يتعلق بالحفاظ على الاستقرار الفني والذهني لعناصر المنتخب قبل المرحلة النهائية من التصفيات.

وقد أجرى الأخضر السعودي تدريباته مساء أمس الأحد على الملعب الرديف بمدينة الملك عبدالله الرياضية بمدينة جدة، تحت إشراف المدرب الفرنسي إيرڤي رينارد، الذي بدا حريصًا على تطبيق مجموعة من الجمل التكتيكية الدقيقة التي تهدف إلى تعزيز التفاهم بين خطوط الفريق الثلاثة، وجاءت بداية الحصة التدريبية بتمارين إحماء تهدف إلى تنشيط العضلات وتحفيز الأداء البدني، تبعتها تمارين الاستحواذ التي ركز خلالها الجهاز الفني على توجيه اللاعبين نحو تحسين دقة التمريرات، والتحرك بدون كرة، واللعب في المساحات الضيقة، ما يعكس التوجه الفني الذي يسعى المدرب إلى تطبيقه في مواجهة أستراليا.

كما شملت الحصة مجموعة من التمارين التكتيكية التي أُجريت على كامل مساحة الملعب، وتركزت على كيفية بناء الهجمة من الخلف، والضغط على حامل الكرة في مناطق الخصم، بالإضافة إلى التمركز الدفاعي خلال الكرات الثابتة والهجمات المرتدة، واختُتم المران بتمارين الإطالة والاستشفاء العضلي التي تهدف إلى تقليل الحمل البدني وتجنب الإصابات، خاصة في ظل ضيق الوقت المتبقي على المواجهة المرتقبة.

وشهد المران مشاركة اللاعب مهند آل سعد في التدريبات الجماعية، بعد أن أكمل جاهزيته الطبية والبدنية، مما أضفى نوعًا من التفاؤل داخل المعسكر، خاصة مع عودة أحد العناصر التي يُعوّل عليها المدرب في تنفيذ خططه التكتيكية، وتأتي عودة آل سعد في توقيت مناسب يمنح الجهاز الفني مزيدًا من الخيارات، سواء على مستوى التشكيلة الأساسية أو الخطط البديلة أثناء مجريات المباراة.

ويُختتم المعسكر الإعدادي مساء اليوم الإثنين، حيث سيُجري المنتخب السعودي حصته التدريبية الأخيرة في تمام الساعة السابعة والنصف مساءً على نفس الملعب، وذلك في أجواء يُتوقع أن تشهد تركيزًا كبيرًا من قبل الجهازين الفني والإداري، للوقوف على الجاهزية النهائية لجميع اللاعبين، وستكون بداية الحصة مفتوحة لوسائل الإعلام لمدة ربع ساعة، وذلك بحسب البروتوكول الإعلامي المعتمد من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، مما يتيح للصحفيين والمصورين توثيق جانب من استعدادات الفريق، ونقل الأجواء للجمهور الرياضي داخل وخارج المملكة.

وفي ذات السياق، من المنتظر أن يعقد المدير الفني إيرڤي رينارد مؤتمرًا صحفيًا في تمام الساعة 6:40 مساءً اليوم الإثنين، في قاعة المؤتمرات الصحفية بمدينة الملك عبدالله الرياضية، وذلك للحديث عن تحضيرات المنتخب السعودي للمباراة، واستعراض رؤيته الفنية، وإجابات على تساؤلات الإعلاميين المتعلقة بالاختيارات الفنية وتصوراته حول مستوى المنتخب الأسترالي، ويُتوقع أن يشهد المؤتمر اهتمامًا إعلاميًا لافتًا نظرًا لأهمية المواجهة، بالإضافة إلى رغبة الشارع الرياضي في معرفة تفاصيل التشكيلة، والأسلوب الذي سيعتمده المنتخب لمجاراة القوة البدنية والتكتيكية لمنتخب أستراليا.

وتُعد مواجهة المنتخب الأسترالي اختبارًا مهمًا للكتيبة الخضراء، ليس فقط لأنها تمثل ختام مرحلة تنافسية طويلة، بل لأنها تُعتبر أحد المقاييس الحقيقية لمدى تطور الأداء الجماعي للفريق، ومدى الجاهزية الذهنية والفنية للعناصر التي ستمثل المنتخب في المراحل القادمة من التصفيات، ويدخل المنتخب السعودي اللقاء بثقة عالية، مستفيدًا من سلسلة النتائج الإيجابية التي حققها في الجولات السابقة، فضلًا عن الأداء التصاعدي الذي ظهر به خلال الفترة الأخيرة، رغم بعض التحديات التي واجهها سواء على مستوى الإصابات أو ضغط المباريات.

ويُعوّل المدرب رينارد على عدة عناصر بارزة في تشكيلته، يجمعون بين الخبرة الدولية والشباب الطموح، وهو ما يمنحه مرونة في تنفيذ أسلوبه المعتمد على الضغط العالي والتحولات السريعة من الدفاع للهجوم، كما أن وجود دعم جماهيري مرتقب في مدرجات مدينة الملك عبدالله الرياضية يُمثل دفعة معنوية كبيرة للاعبين، الذين لطالما عبّروا عن امتنانهم للدور الذي تلعبه الجماهير السعودية في تحفيزهم خلال المباريات الحاسمة.

ومن الجدير بالذكر أن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026 تُقام على عدة مراحل، ويتنافس خلالها عدد كبير من المنتخبات ذات المستوى المتقارب، مما يجعل كل نقطة ذات قيمة كبيرة في مشوار التأهل، ويحظى المنتخب السعودي بتاريخ حافل في هذه التصفيات، حيث تأهل في أكثر من مناسبة إلى النهائيات العالمية، ويُعد أحد أبرز المنتخبات الآسيوية من حيث الحضور الثابت في البطولات الكبرى.

ويأمل عشاق الكرة السعودية في أن يُكلل هذا الجهد المكثف بالتأهل المبكر والآمن إلى المونديال المقبل، وتقديم مستويات مشرفة تُعبر عن تطور الكرة السعودية، لا سيما في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به القطاع الرياضي من القيادة الرشيدة، ورؤية المملكة 2030 التي وضعت الرياضة ضمن أولوياتها.

وبهذا، تكتمل التحضيرات الفنية والبدنية للمنتخب السعودي قبل مواجهة أستراليا، وسط أجواء إيجابية وإصرار واضح على مواصلة تحقيق النتائج الإيجابية، وترك بصمة قوية في هذه التصفيات، تمهيدًا للخطوة التالية في مشوار الحلم المونديالي المنتظر.