غادر ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تشرف على تنفيذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، إلى المدينة المنورة في رحلة إيمانية جديدة تهدف إلى زيارة المسجد النبوي الشريف والسلام على خير البشر، النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد أن منّ الله عليهم بأداء مناسك الحج لهذا العام في أجواء مفعمة بالروحانية والسكينة والطمأنينة، وبلغ عدد ضيوف البرنامج الذين شملتهم هذه الرعاية الكريمة 2443 حاجًا وحاجة، يمثلون 100 دولة من مختلف قارات العالم، حيث جاءوا تلبية لدعوة مباركة ضمن برنامج استثنائي يعكس حرص القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية على خدمة الإسلام والمسلمين، وتعزيز الروابط الإسلامية بين شعوب الأمة الواحدة.
وقد عاش ضيوف البرنامج أيامًا لا تُنسى أثناء أداء مناسكهم، حيث وفّرت لهم الوزارة جميع سبل الراحة والخدمات المتكاملة، بدءًا من لحظة وصولهم إلى أرض المملكة، مرورًا بتيسير تحركاتهم وتنقلاتهم بين المشاعر المقدسة، وانتهاءً بأداء مناسكهم بكل يسر، في ظل متابعة ميدانية دقيقة ومستمرة من فرق عمل متخصصة سخّرتها الوزارة لهذا الحدث العظيم، وتجلت العناية الفائقة في تفاصيل دقيقة شملت خدمات الإعاشة، والتنقل، والإرشاد، والرعاية الصحية، والتوجيه الديني، وكل ما من شأنه تسهيل أداء الحجاج لمناسكهم بعيدًا عن العناء والمشقة.
وأعرب الضيوف المغادرون إلى المدينة المنورة عن بالغ شكرهم وامتنانهم لهذه الرعاية الملكية السامية التي حظوا بها منذ وصولهم إلى المملكة حتى أداء آخر مناسك الحج، مشيرين إلى أن مشاعرهم كانت مزيجًا من السعادة والامتنان والفخر بالانتماء لهذه الأمة الإسلامية التي تملك قادة يحملون همومها ويحرصون على خدمتها بكل صدق وتجرد، وأكدوا أن لحظات الوقوف على صعيد عرفات، والنفرة إلى مزدلفة، والمبيت بمنى، ورمي الجمرات، ثم طواف الوداع، كانت لحظات محفورة في الذاكرة، تكللت بتوفيق الله أولاً، ثم بحسن التنظيم ودقة الترتيب الذي وفرته حكومة المملكة عبر مختلف مؤسساتها.
ورفع الضيوف الشكر والدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-، مؤكدين أن كرم الضيافة وسخاء العطاء وحسن الاستقبال والتوديع لم يكن مستغربًا على من عُرفوا بالعطاء اللامحدود، وخدمة الإسلام والمسلمين، والعمل الدؤوب على رفعة شعائر الدين الحنيف، وأشاروا إلى أن ما لمسوه من رعاية فائقة واهتمام كبير خلال تواجدهم في المشاعر المقدسة، إنما يعكس حجم الجهود المتواصلة والتخطيط المدروس الذي تنتهجه القيادة السعودية لضمان موسم حج استثنائي في كل عام.
كما عبّر الضيوف عن سعادتهم الغامرة بالتوجه إلى المدينة المنورة، وزيارة المسجد النبوي الشريف، والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه الكريمين، معتبرين أن هذه المرحلة الثانية من الرحلة تمثل إتمامًا لنعمة الحج، وفرصة عظيمة لتجديد العهد الإيماني والارتواء من نفحات المدينة الطيبة التي احتضنت الدعوة الإسلامية الأولى.
وأكد المشاركون في البرنامج، وهم من مختلف الجنسيات والثقافات، أن ما وجدوه من عناية فائقة في أدق التفاصيل، يدل على عمق الإخلاص والحرص لدى المسؤولين عن البرنامج وعلى رأسهم معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الذي لم يدخر جهدًا في سبيل ضمان راحة الضيوف وتقديم كل ما من شأنه تيسير عباداتهم، وتوفير الأجواء المناسبة لهم للتركيز على الجانب الروحي والإيماني.
وأشادوا بالدور الكبير الذي تلعبه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في تنظيم هذا البرنامج النوعي، الذي تجاوز إطار الضيافة إلى فضاء أرحب من التآخي والتلاقي والتعاون بين المسلمين من شتى بقاع الأرض، حيث وفر البرنامج بيئة إيمانية وثقافية مثالية، مكنت الضيوف من تبادل الخبرات والتجارب، والتواصل مع شخصيات دعوية وفكرية بارزة، في جو من المحبة والوحدة الإسلامية.
كما أثنوا على الجهود التنظيمية والإدارية التي صاحبت مراحل البرنامج منذ انطلاقه، مؤكدين أن ما شهدوه من احترافية في الأداء وسرعة في الاستجابة وابتسامة دائمة من العاملين والمتطوعين، يبرهن على أن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، تسير بخطى ثابتة نحو الريادة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وأن رعاية ضيوف الرحمن ليست مجرد واجب ديني فحسب، بل رسالة حضارية تتبناها الدولة وتعمل على تطويرها عامًا بعد عام.
وقد أعرب الحجاج عن أملهم بأن تتكرر لهم هذه التجربة الإيمانية الفريدة، ودعوا الله تعالى أن يديم نعمة الأمن والأمان على المملكة العربية السعودية، وأن يبارك جهودها في خدمة ضيوف الرحمن، وأن يحفظ قيادتها الرشيدة التي ما فتئت تقدم الغالي والنفيس من أجل راحة الحجيج، وإتمام مناسكهم بكل سهولة ويسر واطمئنان، وأكدوا أن ما قامت به المملكة من جهود في سبيل تنظيم موسم الحج رغم التحديات العالمية المتعددة، يُعد نموذجًا يُحتذى في التخطيط والتنفيذ والإدارة الفعالة.
وفي الختام، عبّر الضيوف عن مشاعر لا توصف وهم يغادرون مكة المكرمة باتجاه المدينة المنورة، حاملين معهم أجمل الذكريات وأسمى معاني الامتنان والعرفان، على ما وجدوه من كرم واحتفاء، وما لمسوه من تنظيم محكم، وعناية كاملة جسّدت معاني الأخوّة الإسلامية في أبهى صورها.