الأخضر
الأخضر يسعى لتأكيد الهيبة القارية أمام الكنغر الأسترالي
كتب بواسطة: مختار العسلي |

يخوض المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، مساء اليوم الثلاثاء، مواجهة حاسمة أمام نظيره المنتخب الأسترالي ضمن منافسات الجولة العاشرة والأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، وتأتي هذه المباراة المنتظرة في سياق تنافسي عالي المستوى، حيث يسعى المنتخب السعودي إلى تحقيق نتيجة إيجابية تعزز موقعه في سلم الترتيب وتؤكد حضوره القاري، بينما يأمل المنتخب الأسترالي في تحقيق مكاسب تكتيكية ومعنوية مع اقتراب الأدوار الحاسمة من التصفيات.

وتُقام المواجهة المرتقبة على أرض ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، في تمام الساعة التاسعة وخمس عشرة دقيقة مساءً بتوقيت مكة المكرمة، وسط أجواء جماهيرية متوقعة أن تكون حماسية، حيث يتطلع عشاق "الأخضر" إلى رؤية منتخبهم يحقق نتيجة قوية أمام منافس من العيار الثقيل مثل أستراليا، والتي تُعد من أبرز القوى الكروية في القارة الآسيوية منذ انضمامها إلى الاتحاد الآسيوي.

وتأتي هذه المباراة في توقيت دقيق، كونها تُمثل محطة مفصلية في ختام مرحلة مهمة من التصفيات، وتتطلب توازناً عالياً بين الطموح والواقعية، خاصة أن المنتخب السعودي قدم مستويات متفاوتة خلال الجولات الماضية، ويأمل في إنهاء المرحلة الحالية بأداء يليق بتاريخه ويمنح الجماهير شعوراً بالثقة مع اقتراب مراحل الحسم في التصفيات النهائية.

على صعيد التشكيلة المتوقعة، تشير المعطيات إلى اعتماد المدير الفني للمنتخب السعودي على عناصر تمتلك مزيجاً من الخبرة والمهارة، بهدف فرض الانضباط التكتيكي ومجاراة القوة البدنية المعروفة عن المنتخب الأسترالي، فمن المنتظر أن يتولى الحارس الشاب نواف العقيدي مهمة حماية العرين، مستنداً إلى تألقه اللافت في المباريات الأخيرة وثقة الجهاز الفني بقدرته على قيادة الخط الدفاعي من الخلف بثبات.

في منطقة الدفاع، يُتوقع أن يدفع المدرب بكل من علي مجرشي في الجهة اليمنى ونواف بوشل في اليسرى، مع تواجد الثنائي حسن كادش وحسان تمبكتي في عمق الخط الخلفي، وهي تركيبة تهدف إلى تحقيق التوازن بين المهام الدفاعية والقدرة على المساندة الهجومية، خصوصاً عبر الأطراف التي يعتمد عليها المنتخب السعودي في بناء الهجمات المرتدة والانطلاقات السريعة.

أما في خط الوسط، فإن التشكيل المتوقع يضم كلاً من محمد كنو الذي يُعد العقل المدبر وصاحب الدور المحوري في الربط بين الخطوط، إلى جانب فيصل الغامدي الذي يتمتع بقدرة جيدة على افتكاك الكرة والانتقال السريع بها، ومصعب الجوير الذي يضفي طابعاً حركياً على منطقة المناورة عبر تحركاته النشطة ومشاركاته الهجومية المتكررة.

وفي خط المقدمة، يتوقع أن يقود الهجوم الثلاثي سالم الدوسري، أحد أبرز نجوم المنتخب في السنوات الأخيرة، إلى جانب فراس البريكان الذي يشكل تهديداً مستمراً لدفاعات الخصوم عبر تمركزه الذكي وتحركاته خلف المدافعين، وعبدالرحمن العبود الذي يُراهن عليه الجهاز الفني في تقديم الإضافة على مستوى السرعة والاختراقات الجانبية.

ويُنتظر من هذا التشكيل أن يُظهر الانسجام والقدرة على مجاراة الضغط العالي الذي عادة ما يفرضه المنتخب الأسترالي في مثل هذه المباريات، إذ يتميز "الكنغر الأسترالي" بأسلوب لعب يعتمد على الالتحامات البدنية والكرات الطولية، ما يتطلب من لاعبي الأخضر التركيز والانضباط طيلة فترات المباراة، وتجنب الأخطاء الدفاعية التي قد تُكلف الفريق الكثير.

ورغم أن المنتخب السعودي قد ضمن عبوره إلى المرحلة التالية من التصفيات، إلا أن مواجهة أستراليا تمثل اختباراً حقيقياً للفريق على الصعيدين الفني والمعنوي، إذ يتطلع المدرب إلى تثبيت التشكيلة الأساسية ورفع وتيرة الجاهزية الذهنية والبدنية للاعبين، خاصة مع اقتراب المرحلة الحاسمة التي لا تحتمل التهاون أو التجريب، كما أن الفوز في هذه المباراة سيكون له أثر معنوي كبير لدى الجماهير واللاعبين على حد سواء، لما يمثله من إثبات للقدرة على مجاراة كبار القارة والتفوق عليهم.

أما على الجانب الأسترالي، فيسعى الفريق إلى الاستفادة من هذه المواجهة من أجل الوقوف على مستوى لاعبيه وتقييم مدى جاهزيتهم قبل الدخول في الأدوار القادمة من التصفيات، ومن المعروف أن المنتخب الأسترالي يمتلك تركيبة بشرية تعتمد على اللياقة العالية والانضباط التكتيكي، إلى جانب وجود عدد من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية، مما يُضفي بعداً فنياً على أدائه ويجعله خصماً صعب المراس في أي مناسبة.

ورغم التباين في المراكز داخل المجموعة، فإن الطابع التنافسي لهذه المباراة لن يقل، حيث يأمل كل طرف في إنهاء المرحلة الحالية بصورة إيجابية، سواء عبر تحقيق الفوز أو عبر تثبيت خطط تكتيكية تخدم الأهداف الاستراتيجية للمرحلة المقبلة.

وتمثل هذه المباراة أيضاً فرصة للجهاز الفني للمنتخب السعودي لمواصلة تقييم عناصره الشابة واختبار جاهزيتها في مواجهة خصم قوي، وهو ما يعكس التوجه العام للمنتخب نحو بناء فريق متجدد يزاوج بين الخبرة والطموح، ويملك المقومات للمنافسة الجادة في نهائيات كأس العالم المقبلة.

الجماهير السعودية التي تعوّل كثيراً على نجوم المنتخب لمواصلة الأداء التصاعدي، تضع آمالها على حضور قوي الليلة، لا سيما في ظل الحضور المرتقب على مدرجات الجوهرة المشعة، والذي من شأنه أن يُلهب حماس اللاعبين ويمنحهم دفعة معنوية مهمة لمواجهة التحديات المقبلة.

وفي المحصلة، فإن مباراة السعودية وأستراليا مساء اليوم، تُعد أكثر من مجرد مواجهة عابرة في التصفيات، فهي اختبار حقيقي لقدرات "الأخضر"، ومحطة تقييم دقيقة قبل الدخول في المرحلة النهائية من سباق التأهل نحو مونديال 2026، وسط آمال عريضة بأن يكون المنتخب السعودي على الموعد، ويحقق تطلعات الشارع الرياضي المحلي.