نقل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -، وتهنئتهما الصادقة للمشاركين في تنفيذ الخطط الأمنية لموسم حج هذا العام 1446هـ، من منسوبي وزارة الداخلية ورئاسة أمن الدولة، والجهات العسكرية المساندة، بما فيها وزارة الحرس الوطني، ووزارة الدفاع، ورئاسة الاستخبارات العامة، وذلك بمناسبة عيد الأضحى المبارك ونجاح موسم الحج.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي عُقد اليوم في مقر وزارة الداخلية بمكة المكرمة، حيث اجتمع سمو وزير الداخلية بكبار مسؤولي الوزارة وقادة القطاعات الأمنية المختلفة، بالإضافة إلى قادة قوات أمن الحج والقوات العسكرية والأمنية المساندة المشاركة في تنفيذ الخطط الميدانية والتنظيمية التي رافقت حج هذا العام.
وفي كلمته بهذه المناسبة، عبّر سموه عن بالغ فخره واعتزازه بالمستوى الرفيع الذي أظهرته جميع الأجهزة المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن، مؤكدًا أن النجاح الذي تحقق هذا العام جاء نتيجة مباشرة لتوجيهات القيادة الرشيدة، التي وفرت الإمكانات كافة وسخّرت الموارد البشرية والتقنية واللوجستية، وحرصت على تفعيل أعلى درجات التنسيق بين الجهات الحكومية والأمنية، في سبيل تحقيق راحة الحجاج وأداء مناسكهم في أجواء من الأمن والطمأنينة والسكينة.
وأوضح سموه أن من أبرز العوامل التي أسهمت في هذا النجاح الكبير هو التخطيط المبكر والواعي، والتنفيذ الفعّال الذي اعتمد على المتابعة الميدانية والرقابة المستمرة، إلى جانب التوظيف الذكي للتقنية في مختلف مراحل الحج، بدءًا من التنظيم وحتى مراقبة الحشود، فضلًا عن التزام الحجاج وبعثاتهم بتنظيمات الحركة والتعليمات، ما سهل على الجميع تنفيذ المهام وفق الجداول الزمنية المحددة مسبقًا، وساهم في تعزيز الانسيابية والسلاسة في أداء المناسك.
وتناول الأمير عبدالعزيز بن سعود في كلمته الجهود المتكاملة التي بذلتها جميع الجهات المعنية، مشيرًا إلى أن كل قطاع قام بدوره بكل كفاءة، وشارك بروح الفريق الواحد، إذ أُحيط ضيوف الرحمن برعاية أمنية دقيقة من رجال ونساء الأمن، وشملتهم خدمات صحية نوعية متقدمة، إلى جانب تسهيلات كبيرة في خدمات النقل والإعاشة والرعاية الميدانية، مما مكنهم من أداء مناسكهم في أجواء يملؤها الاطمئنان.
كما ثمّن سموه التزام العاملين الميدانيين بأقصى درجات الجاهزية والمهنية، مشيدًا بإخلاصهم واستشعارهم للمسؤولية الدينية والوطنية، وبروح التفاني التي بدت واضحة في تعاملهم مع الحجيج، مؤكدًا أن أداءهم مثّل نموذجًا مشرفًا لما يجب أن تكون عليه خدمة ضيوف الرحمن.
وفي ختام كلمته، وجّه سمو وزير الداخلية جميع الجهات المعنية إلى البدء فورًا، اعتبارًا من يوم غد، في الاستعدادات الميدانية والتنظيمية والتخطيطية لموسم حج العام القادم 1447هـ، بما يعكس استمرار التطوير وتحديث الخطط والتوسع في استخدام الحلول الذكية التي تسهم في رفع كفاءة الأداء وتحقيق أعلى مستويات التنظيم والأمان.
ومن جانبه، ألقى معالي مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية بالحج، الفريق محمد بن عبدالله البسامي، كلمة أكد فيها أن الخطط الأمنية المعتمدة لهذا الموسم قد حققت كامل أهدافها، بفضل الله تعالى أولًا، ثم بتوجيهات القيادة الحكيمة ومتابعة سمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، مشيرًا إلى أن إعادة هيكلة اللجان الفرعية المنبثقة عن لجنة الحج العليا أسهمت في تحقيق مؤشرات إيجابية، عكست تناغمًا وتجانسًا في الأداء، وتكاملاً في الأدوار بين مختلف الجهات المشاركة.
وأضاف الفريق البسامي أن العمل المشترك القائم على التنسيق المستمر والمواءمة الدائمة، كان له الدور الأكبر في حسن تنفيذ المهام الأمنية والخطط الميدانية، مشيرًا إلى أن قوات أمن الحج ستواصل أعمالها حتى اكتمال مغادرة الحجاج وعودتهم إلى بلدانهم بسلام.
وقد شهد اللقاء حضور عدد من كبار المسؤولين في الدولة، كان من أبرزهم صاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عيّاف نائب وزير الداخلية المكلف، ومعالي الأستاذ عبدالعزيز بن محمد الهويريني رئيس أمن الدولة، ومعالي الأستاذ خالد بن علي الحميدان رئيس الاستخبارات العامة، وفضيلة الشيخ الدكتور عبدالسلام بن عبدالله السليمان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للفتوى، بالإضافة إلى معالي الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني مساعد وزير الداخلية لشؤون العمليات، ونائب رئيس أمن الدولة الأستاذ عبدالله بن فهد العويس، والدكتور هشام بن عبدالرحمن الفالح مساعد وزير الداخلية، والدكتور خالد بن محمد البتال وكيل وزارة الداخلية، والأستاذ محمد بن مهنا المهنا وكيل الوزارة للشؤون الأمنية، إلى جانب عدد من قادة القطاعات الأمنية والعسكرية المشاركين في مهمة الحج.
ويُعد هذا اللقاء السنوي من أبرز اللقاءات التنسيقية التي تعقد بعد انتهاء موسم الحج، حيث يُجدد فيه التقدير للجهود الكبيرة التي بذلت على مدى أسابيع متواصلة من العمل الميداني والتنظيمي، ويُسلط فيه الضوء على الإنجازات، مع فتح آفاق التخطيط المبكر للموسم القادم، بما يعكس نهجًا مؤسسيًا راسخًا في تطوير خدمات الحجاج وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في قطاع الحج والعمرة.