في مشهد يعكس العناية الفائقة التي توليها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن، أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين عن توفير أكثر من 270 طنًا من مياه زمزم المباركة للمصلين في المسجد النبوي، اليوم، استمرارًا لجهودها النوعية في تيسير أداء العبادات وسط أجواء من الراحة والطمأنينة.
وتأتي هذه الكمية الهائلة من المياه في إطار منظومة متكاملة تنفذها الهيئة، حيث يتم العمل على مدار الساعة لتوفير الخدمات بأعلى معايير الجودة، بما يلبي احتياجات المصلين والزوار القادمين من مختلف أنحاء العالم إلى مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وبحسب ما أكدته الهيئة، فإن هذه الجهود تُعد امتدادًا للرؤية الشاملة التي تتبناها المملكة في خدمة الحرمين الشريفين، من خلال التخطيط المدروس والعمليات التشغيلية المحكمة التي تضمن استمرارية تقديم الماء المبارك على مدار اليوم.
وقد تم توزيع مياه زمزم باستخدام حافظات مخصصة تم نشرها بعناية في كافة أرجاء المسجد النبوي، بدءًا من الساحات الخارجية وصولًا إلى الأروقة والممرات الداخلية، وحتى الأدوار العلوية، بهدف تغطية كامل محيط المسجد بطريقة منظمة.
وتتميز هذه الحافظات بقدرتها على الحفاظ على برودة الماء وجودته، ما يضمن تقديم ماء زمزم في أفضل حالاته، دون أن يتأثر بدرجات الحرارة المرتفعة أو كثافة الحركة في أوقات الذروة، خصوصًا مع تزايد أعداد الزوار خلال هذه الفترة.
الزوار والمصلون أعربوا عن ارتياحهم الكبير لتوفر ماء زمزم في كل زاوية داخل المسجد النبوي، مؤكدين أن هذه الخدمة تمثل أحد أبرز مظاهر الرعاية التي يشعر بها كل من تطأ قدمه هذا المكان الطاهر.
وتُشرف فرق متخصصة من الهيئة على صيانة هذه الحافظات وتنظيفها بشكل دوري، إضافة إلى تعبئتها المستمرة بما يتوافق مع الاشتراطات الصحية الدقيقة، لضمان بقاء الماء نقيًا باردًا في كل وقت.
ولا تقتصر مهمة الهيئة على توفير المياه فحسب، بل تمتد لتشمل مراقبة الأداء اليومي والتأكد من سلامة الإجراءات التشغيلية، وذلك عبر جولات ميدانية وفِرق رقابية تعمل بتنسيق دائم مع الجهات المعنية داخل المسجد النبوي.
ويُعد ماء زمزم واحدًا من أكثر الرموز الروحية التي يحرص الزوار على نيلها، لما له من مكانة في قلوب المسلمين، الذين يعتبرونه ماءً مباركًا يرتبط بأعظم البقاع المقدسة، ما يجعل توفيره داخل المسجد النبوي من أرقى صور العناية التي يشعر بها الزائر.
ورغم التحديات التشغيلية المصاحبة لفترات الذروة، لا سيما خلال العطلات ومواسم العمرة، فإن فرق الهيئة تعمل بمرونة عالية على مواكبة هذه المتغيرات، من خلال خطط احتياطية وعمليات دعم فني سريع تضمن استمرارية التوزيع.
وأظهرت مشاهد بثّتها وسائل الإعلام المحلية التزامًا لافتًا من العاملين في توزيع المياه، وهم يحرصون على التأكد من امتلاء الحافظات وعدم انقطاع الخدمة حتى للحظات، في صورة تعكس حجم التفاني والانضباط.
كما أن هذه الجهود لا تنفصل عن خطة متكاملة للعناية بالمسجد النبوي، تشمل جوانب النظافة والتعقيم وتسهيل الحركة، بما يجعل من تجربة الزيارة رحلة إيمانية مكتملة، تحظى بدعم لوجستي وخدماتي على أعلى مستوى.
وتواصل الهيئة تطوير أساليبها بشكل مستمر، من خلال إدخال أدوات حديثة في التبريد والحفظ، مع تدريب العاملين على آليات دقيقة في التعامل مع هذه المنظومة، لضمان أعلى درجات الجودة في تقديم الخدمة.
ولا شك أن هذه الجهود تأتي تجسيدًا لحرص القيادة الرشيدة على تقديم أفضل ما يمكن لضيوف بيت الله ومسجد نبيه الكريم، حيث باتت هذه الخدمات علامة بارزة في تجربة الزوار، ومصدر فخر لما تحققه المملكة من إنجازات في إدارة الحرمين الشريفين.
وفي كل ركن من أركان المسجد النبوي، يشعر الزائر بأن هناك منظومة متكاملة تعمل بهدوء وكفاءة لتوفير احتياجاته دون أن يشعر بالعناء، وتبقى حافظات ماء زمزم إحدى أبرز تلك العلامات التي ترسم البسمة على وجوه الحاضرين.