بعد أيام من الجدل الذي أثارته أزمته مع نادي النصر، خرج اللاعب رافع الرويلي عن صمته، كاشفًا موقفه النهائي من الاستمرار في ممارسة كرة القدم، في خطوة حظيت باهتمام كبير داخل الوسط الرياضي السعودي.
وأوضح الرويلي، في تصريحات إعلامية، أنه لن يعتزل اللعب في الوقت الراهن، وأنه لا يزال يشعر بالشغف والرغبة في مواصلة مسيرته الكروية، رغم ما وصفه بـ"الضغوط النفسية" التي مر بها مؤخرًا بسبب تداعيات قضيته مع النصر.
وقال اللاعب إن قرار الاعتزال لم يكن مطروحًا بشكل جدي، لكنه مرّ بفترة عصيبة فكر خلالها كثيرًا في مستقبله، مؤكدًا أن الدعم الذي تلقّاه من عائلته وعدد من زملائه كان له دور كبير في ثبات موقفه.
وأضاف الرويلي أن كرة القدم جزء أساسي من حياته، ولا يمكن أن يتخلى عنها بسهولة بسبب أزمة عابرة، مشيرًا إلى أن كل لاعب معرض لمثل هذه التحديات، لكن المهم هو كيفية التعامل معها والتعلم منها.
وكانت أزمة اللاعب مع نادي النصر قد بدأت بعد خلافات مالية وقانونية تتعلق بفسخ عقد سابق، مما تسبب في تجاذبات إعلامية بين الطرفين استمرت لعدة أسابيع، وسط تكهنات باعتزال اللاعب بشكل مفاجئ.
وأكد الرويلي أنه يحترم الكيان النصراوي وجماهيره، لكنه شعر خلال الأزمة بعدم التقدير الكافي، وهو ما أثّر نفسيًا عليه، لكنه اختار المضي قدمًا والتركيز على مستقبله بدلًا من التوقف عند محطة الخلافات.
وأشار إلى أن بعض التفاصيل القانونية لا تزال قيد المتابعة من خلال محاميه، لكنه في الوقت نفسه لا يرغب في تصعيد الأمور إعلاميًا، ويأمل أن تُحل القضايا بروح رياضية تحفظ الحقوق دون تشويه الصورة العامة.
وحول وجهته القادمة، أوضح الرويلي أنه تلقى اتصالات من عدة أندية محلية لمناقشة إمكانية الانضمام إليها في الموسم الجديد، لكنه لم يحسم قراره بعد، ويفضّل اختيار البيئة المناسبة التي تساعده على الاستقرار النفسي والفني.
وبيّن أنه يركز حاليًا على استعادة لياقته والتدريب بشكل منتظم استعدادًا للعودة إلى الملاعب، مؤكدًا أنه سيُعلن عن خطوته المقبلة في الوقت المناسب، بعد دراسة كل الخيارات المتاحة بعناية.
كما عبّر اللاعب عن شكره للجماهير التي ساندته خلال الأزمة، سواء من مشجعي النصر أو من بقية الأندية، مشيرًا إلى أن كلمات الدعم التي تلقاها عبر مواقع التواصل الاجتماعي كانت مؤثرة للغاية.
وأكد أن الجمهور الحقيقي هو الذي يقف إلى جانب اللاعب في الأوقات الصعبة، وليس فقط عند تسجيل الأهداف أو تحقيق الانتصارات، وهو ما لمسه بوضوح في هذه المرحلة المفصلية من مسيرته.
الرويلي أشار إلى أن تجربة الخلاف مع إدارة نادي كبير مثل النصر كانت درسًا صعبًا، لكنها كشفت له الكثير عن الوسط الرياضي، وكيف يمكن للقرارات الإدارية أن تؤثر في حياة اللاعبين ومستقبلهم المهني.
كما دعا الجهات المختصة في الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى مراجعة بعض القوانين المتعلقة بفسخ العقود والحقوق المالية، من أجل حماية اللاعبين والأندية على حد سواء وضمان بيئة احترافية صحية.
واختتم حديثه بالتأكيد على أنه يتطلع إلى فتح صفحة جديدة، سواء من خلال نادٍ جديد أو عبر تسوية تُعيد له حقه المعنوي، دون أن يتخلّى عن حلمه في مواصلة اللعب والمنافسة داخل المستطيل الأخضر.