ثمّنت رابطة العالم الإسلامي التوجيه الكريم الصادر عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتوفير جميع احتياجات الحجاج الإيرانيين، مؤكدة أن هذا القرار يجسد المعاني الحقيقية للريادة الإسلامية والإنسانية التي تميز المملكة.
وأكدت الرابطة في بيان رسمي أن هذا التوجيه يعكس النهج الثابت الذي تتبناه المملكة في خدمة ضيوف الرحمن دون تمييز، حيث تُعامل جميع الحجاج من مختلف الجنسيات والمذاهب على حد سواء، انطلاقًا من رسالتها الدينية ومسؤوليتها الإسلامية.
وأشاد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، بالحكمة والرحمة التي تجلّت في التوجيه الملكي، معتبرًا إياه امتدادًا لما دأبت عليه القيادة السعودية من اهتمام بالغ بحجاج بيت الله الحرام.
وأضاف أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين تُقدّم للعالم نموذجًا يحتذى به في احتضان المسلمين وتيسير أدائهم للمناسك، بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية أو طائفية.
وأوضح الدكتور العيسى أن هذه المبادرة الملكية السامية تأتي في سياق الجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة لضمان راحة وسلامة الحجاج والمعتمرين، وتحقيق أعلى مستويات الرعاية والخدمة في كل مراحل الحج.
وأشار إلى أن الحجاج الإيرانيين، كغيرهم من ضيوف الرحمن، يحظون بكل التسهيلات والرعاية من لحظة دخولهم الأراضي السعودية حتى مغادرتهم، ضمن منظومة عمل متكاملة تُشرف عليها جهات الدولة المختلفة.
وثمّن الدور الذي تقوم به وزارة الحج والعمرة والجهات الأمنية والصحية والخدمية في ترجمة التوجيهات الملكية على أرض الواقع، مما انعكس إيجابًا على راحة الحجاج وتنقلهم وسلامتهم.
وأعربت الرابطة عن تقديرها العميق لما تبذله المملكة من جهود ضخمة كل عام في موسم الحج، رغم التحديات اللوجستية وكثافة الأعداد، مشيرة إلى أن الإدارة السعودية للموسم تُعد أنموذجًا عالميًا في التنظيم والخدمة.
وأوضحت أن ما يُقدَّم من رعاية وعناية للحجاج الإيرانيين هذا العام يعكس صورة حقيقية للعدالة الإسلامية، ويدحض كل الشكوك التي تروّج لها بعض الجهات التي تسعى لتسييس الشعائر المقدسة.
كما شددت على أهمية فصل العبادات عن الخلافات السياسية، مؤكدة أن المملكة تُثبت عامًا بعد عام أنها تضع الحاج فوق كل الاعتبارات، باعتباره ضيفًا للرحمن أولًا، ثم ضيفًا للبلاد ثانيًا.
وأشارت إلى أن رسالة الحرمين الشريفين في الحج هي رسالة وحدة وتسامح ورحمة، وهي المبادئ التي تعمل المملكة على ترسيخها من خلال تقديم كل أشكال الدعم والاحتواء للحجاج دون استثناء.
وبيّنت الرابطة أن موقف المملكة الثابت من ضرورة إبقاء شعيرة الحج بعيدًا عن التوظيف السياسي أسهم في تعزيز مكانة الحرمين الشريفين كقبلة للمسلمين كافة، وميدان للعبادة الخالصة لله.
ودعت رابطة العالم الإسلامي جميع الجهات الإسلامية إلى دعم هذا النهج الوسطي المسؤول، والتعاون في الحفاظ على قدسية الشعائر، وحماية الحجاج من أي استغلال سياسي أو إعلامي يسيء لتجربتهم الروحانية.
واختتم البيان بتجديد الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده على ما يقدمانه من عناية استثنائية لضيوف الرحمن، وحرصهما الدائم على ترسيخ قيم الأخوة والوحدة بين المسلمين كافة.